تعود بداية قصة لعبة بوكيمون الى التسعينات عندما اخترعها شاب يعيش في طوكيو كانت هوايته تجميع الحشرات خاصة الخنفساء و المخلوقات الأخرى المتواجدة في الحقول و الغابات و البحيرات اسمه "ساتوتشي تاجيري" و كانت شخصيته انطوائية و لم يكن منسجما كثيرا مع غيره، ومصاب بمرض التوحد ، كما لم يكن يحب المدرسة.
و لم يتوقع أحد النجاح لتاجيري، حتى بعد أن تمكن بعد ست سنوات من المحاولات من اختراع اللعبة الظاهرة التي استحوذت على تفكيره إلى حد مقلق، حيث كانت وحوش تاجيري تمتلك ميلا و نزوعا نحو الطفولة، و هي إلى حد كبير تشبه صاحبها الذي يبلغ من العمر 34 عاما فهو بوجهه البريء و صوته الخجول و جسمه النحيل الشاحب أقرب إلى الطفل منه إلى الرجل.
توحد ...ابداع
عاش ساتوشي تاجيري في ضاحية ماتشيدا في طوكيو وكان يحب في صغره جمع الحشرات. في أواخر السبعينات دمرت الغابات و الحدائق التي كان يجمع الحشرات فيهاحيث بنيت في مكانها شقق عمارات.
هذا الأمر أحزن ساتوشي تاجيري لأن أطفال لن يستطيعوا جمع الحشرات كما فعل هو مما أدى إلى اسم شهرتة "بدكتور باغ".
في وقت لاحق، تحول هوايته للألعاب وبدأ بكتابة مجلة مع أصدقائه تسمى "بغايم فريك"، هذه المجلة تطورت لاحقا إلى شركة تحمل نفس الاسم، و اصبح تاجيري الرئيس التنفيذي لها. لكن الكتابة لم ترضي فضوله حيث استحوذت على دماغه فكرة البوكيمون وقرر أن يتفرغ للمشروع، اضطر خلالها إلى إهمال أعماله الأخرى فتعرضت مجلة "غايم فريك" التي أسسها عام 1982 للإفلاس،و عانى من ضائقة مالية و ظروف صعبة منعته من دفع رواتب العاملين معه في شركته، و عاش هو على مساعدات والده البائع في شركة نيسان، و كانت المعضلة الأساسية هي كيف تكون مخلوقات صغيرة و قابلة للجمع و السيطرة عليها.
و اكتملت لديه الفكرة عام 1996 واصبح المشروع جاهزأ لكن لم يتحمس لها أحد من شبكات التلفزيون و محلات الألعاب و الدمى، فأحس عندها تاجيري بالفشل، الى ان اقتنعت شركة "نينتيندو" باللعبة وطورتها وحصلت على امتيازات كبيرة في طبع تلك البطاقات المتنوعة حيث يتعين على لاعب البوكيمون ان يجمع 150 شكلا منوعا من اشكال هذه الحيوانات الصغيرة.
واخرجت شركات "ننتندو" للتلفزيون افلام كارتون منوعة حول مغامرات "بوكيمون" ومن بين شخصيات الرواية البروفسور "شين" المتخصص بـ"بوكيمون"، يعيش ايضاً في ضاحية "بورج بالبيت".وتدفعه ميوله لمتابعة سباق "بوكيمون" نحو النصر ويصبح مدرباً لها. فهدف اللعبة اولاً وأخيراً القبض على "بوكيمون" بواسطة كرة "بوكيمون". ومن يجمع أكبر كمية منها فهو الرابح ويتطلب ذلك زيارة الى بلاد "بوكيمون" والعيش قربها وملاحقة ابطالها ومراقبتها وتدريب قسم منها على انواع القتال والحرب، وبعد شهور حصل ساتوشي تاجيري، مخترع اللعبة التي انتشرت في اليابان اولا، على حق الامتياز ثم انتشرت في بلدان آسيا واكتسحت العالم العربي وحققت مبيعاتها مليارات الدولارات في اوروبا والولايات المتحدة.
"بوكيمون غو"..2016 ...العودة من جديد ..مليارات الدولارات وهوس عالمي
بمجرد أن أطلقت شركة" نينتندو للألعاب الإلكترونية تطبيقها الجديد "بوكيمون غو" في يوليو 2016 لأجهزة "أندرويد و أي أو أس "حتى حصد الملايين من المستخدمين، وأصبح التطبيق مركز اهتمام عشاق الألعاب عبر العالم.
وتشير إحصائيات إلى أنه خلال أيام فاق عدد مستخدمي التطبيق الجديد عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي . كما تخطى التطبيق حاجز 30 مليون تحميل في جميع أنحاء العالم ، وتخطت إيراداتُها حاجز 35 مليون دولار كما رفعت خلال يومين القيمة السوقية للشركة المالكة 8 مليارات دولار.
لعبة واقعية خيالية.. مجنونة
"بوكيمون غو" هي لعبة واقع معزز مخصصة للهواتف المحمولة تسمح اللعبة لمستخدميها بالتقاط وقتال وتدريب كائنات افتراضية تدعى البوكيمون، والتي تظهر على شاشات الأجهزة وكأنها موجودة في العالم الواقعي. وتستخدم نظام التموضع العالمي وكاميرا الأجهزة المتوافقة. تتوفر اللعبة مجانا لكنها تدعم كذالك عمليات شراء داخل التطبيق لعناصر لعب إضافية.
يوظف التطبيق كاميرا هاتفك الذكي ليضع لك شخصيات بوكيمون الكارتونية في المكان الذي تتواجد فيه. تقوم بتتبع تحركات بوكيمون عبر الكاميرا وتحاول قطفها لتربح المزيد من النقاط. قد تتحرك مئات الأمتار في رقعة جغرافية كبيرة من دون أن تشعر بذلك.
ويقوم التطبيق بتشغيل نظام تحديد الأماكن لكي يسهل عملية ظهور شخصيات بوكيمون. وتسبب الإقبال الهستيري على النسخة التجريبية للعبة بمشاكل كبيرة في خوادم الشركة اليابانية المالكة للعبة والمسلسل الكرتوني الشهير "بوكيمون"، التي أعلنت أنها ستطرح اللعبة رسمياً في وقت قريب وبخوادم تتحمل الإقبال العالمي الكبير.