أكّد الكاتب التركي المعروف إسماعيل ياشا أنّ ولي عهد أبو ظبي وحاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد يطلب وساطة قطر خوفا من غضب أنقرة بعد فشل محاولة الإنقلاب.
واتهم عدد من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين دولة الإمارات العربية المتحدة بوقوفها وراء الإنقلاب العسكري الفاشل بتركيا.
وقال الحقوقي المصري الدكتور محمود رفعت إنّ مجمل المؤشرات تؤكد تورط الإمارات في انقلاب تركيا بتمويل مباشر كما فعلت في مصر وليبيا.
وزعمت حسابات إخبارية على مواقع التواصل الإجتماعي أنّ الإمارات طلبت من القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان مغادرة أراضيها بعد فشل الإنقلاب العسكري بتركيا.
وقال الحساب الإخباري على “تويتر” “زايد” في خبر عاجل مساء يوم الأربعاء إنّ الإمارات تطلب من دحلان مغادرتها بعد فشل انقلاب تركيا ودحلان يقرر المغادرة إلى صربيا.
وفي إطار تعليقه على الخبر المتداول، قال الحقوقي والمحامي المصري الدكتور محمود رفعت إنّ الأنباء عن طرد الإمارات لمحمد دحلان للتضحية به ككبش فداء للإفلات من تمويلها انقلاب تركيا غير مؤكدة، لكنه رجح في المقابل أن تكون تمثيلية فاشلة من أبوظبي.
كما تسآءل الإعلامي السعودي الدكتور مهدي أبو فطيم عن حقيقة هذا الخبر وعن توقيته المثير للإستغراب وذلك بقوله “طرد محمد دحلان من الإمارات لماذا في هذا الوقت …؟؟ هل تركيا سبب الطرد ..؟؟ هل دحلان متورط في الانقلاب .؟؟ الله أعلم”.
وفي شهر مايو 2014، دعت حركة أطلقت على نفسها “أحرار الإمارات” إلى عزل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان وتوزيع عادل للثروة بين جميع الإمارات التي تتكون منها الدولة.
وأكدت الحركة على ضرورة طرد كل أعداء الله والوطن، خاصة القيادي الفتحاوي الهارب محمد دحلان الذي يعمل حاليا مستشارا أمنيا لولي عهد أبو ظبي.
وفي نفس الشهر، كشفت مصادر دبلوماسية خليجية النقاب عن ضغوط تمارسها أكثر من دولة خليجية على الإمارات لإبعاد القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي للشؤون الأمنية والسياسية.
وقالت المصادر ذاتها إن الضغوط الخليجية على أبوظبي لطرد دحلان تأتي في إطار “التنفيذ الدقيق” لاتفاق الرياض الذي أقر المصالحة الخليجية والذي يقضي بإبعاد أي عناصر غير خليجية يثبت تورطها بأية أعمال تهدف للإساءة والوقيعة بين دول مجلس التعاون.
وأشارت المصادر إلى أن عدة دول خليجية قدمت معلومات موثقة عن تورط دحلان في عمليات على أراضيها تتعلق برصد ومتابعة عناصر معينة خليجية وغيرها وهو ما يمس سيادة تلك الدول.
وقبل أيام، كشف مصدر استخباراتيّ عربيّ عن أن تركيا على قناعة تامّة بأنّ دولاً عربيّة تقفُ وراء محاولة الانقلاب العسكريّ الفاشل على الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، ليل الجمعة الماضية، وعلى رأسها دولة الإمارات العربيّة ومصر.
وأضاف المصدر أن أنقرة ترى ان دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، وهما من ألد أعداء جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي، كانتا تسعيانِ لتقويض نظام الرّئيس رجب طيّب أردوغان، الحليف والرّاعي للجماعة. وفقاً للمصدر
وأكد المصدر الإستخباراتيّ، حسبما ذكر “آرون كلاين” مدير مكتب التحقيقات الصحفية في موقع “Breitbart”، أن السفارات التركيّة وأجهزة الإستخبارات تحاول جمع أدلة تدين مشاركة هذه البلدان في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وشدّد على أن تركيا الآن تتحقّق من المعلومات التي نُشرت حول زيارة رجل الدين التركي “فتح الله غولن” العدّو اللدود للرئيس اردوغان، لدولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط محاولة الانقلاب الفاشلة. مضيفاً أنه منذ يوم الجمعة والسلطات التركيّة تستعرض كل الأدلة التي تشير الى الى تورط مصر والإمارات في الانقلاب الفاشل.
وقال المصدر إن تركيا تحقق في دور القيادي الفلسطيني المفصول من حركته “فتح” محمد دحلان، الذي يعمل حالياً مستشاراً أمنياً مقربا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وحليفهما الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، في الإنقلاب الفاشل، مشيراً إلى أنّ هذا المحور يحارب جماعة الاخوان المسلمين.
لكنّ المصدر الإستخباراتيّ ذكر أنّ تركيا لم تتأكد بعد بشكلٍ قاطعٍ من دور مصر والإمارات ودحلان في الانقلاب الفاشل، غير أنها في حال توصّلت الى دليل قاطع على زيارة “غولن” للإمارات للتخطيط مع الإمارات الى جانب مصر ومحمد دحلان في الانقلاب فإنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر.