
رفعت مواطنتان أمريكيتان دعوى قضائية ضد وكالة الحدود (المعنية بحراسة الحدود) في الولايات المتحدة بعد اعتقالهما في مونتانا لتحدثهما بالإسبانية.
وكان ضابط في وكالة الحدود قد اعتقل آنا سودا ومارثا هيرنانديز في مايو/آيار الماضي بعد أن سمعهما تتحدثان بالإسبانية في بقالة.
وقد حقق الضابط بول أونيل معهما نحو 40 دقيقة وطالب برؤية هوياتهما.
وقد رفع الاتحاد الأمريكي للحريات دعوى ضد وكالة الحدود نيابة عن سودا وهيرنانديز.
مصدر الصورةGETTY IMAGESوقال الاتحاد في بيان بهذا الشأن: " إن التحدث بالإسبانية ليس ضد القانون."
ويسعى الاتحاد الأمريكي للحريات لوقف اعتقال أي شخص بسبب تحدثه الإسبانية أو لهجته، كما يسعى الاتحاد أيضا لتعويض الضحايا.
رغم أن الولايات المتحدة لا توجد بها لغة رسمية فإن الإنجليزية هي الأكثر استخداما وسبب ذلك بسيط للغاية فأمريكا قبل استقلالها كانت مستعمرة بريطانية وبالتالي فإن البلاد ورثت ثقافتها ولغتها من البريطانيين، كما كانت أغلبية السكان من أصول بريطانية.
ومن هذا المنطلق فإن كل السكان تقريبا يعرفون أساسيات اللغة الإنجليزية وبعد الإنجليزية تأتي الإسبانية ثم الصينية والفرنسية والتاغالوغ ( من لغات جزر المحيط الهادي وهي اللغة الثانية في الفلبين وهي مزيج من الإسبانية والإنجليزية) والفيتنامية.
مصدر الصورةGETTY IMAGES
وقد أثرت الهجرة بدرجة كبيرة على اللغة في الولايات المتحدة وأغلب الهجرات تأتي من الجارة الجنوبية المكسيك ودول أمريكا اللاتينية مما جعل الإسبانية هي ثاني أكثر اللغات استخداما في البلاد وفي بعض الولايات الكبيرة مثل كاليفورنيا وتكساس يتحدث نحو 20 في المئة من السكان الإسبانية ويفهمونها كما أن تأثير الإسبانية يمكن الشعور به أيضا في ولايات أخرى مثل نيويورك وفلوريدا وهذه الأخيرة قريبة من كوبا وتستقبل العديد من اللاجئين من هناك ومن جزر الكاريبي.
وفي السنوات الأخيرة عملت شركات التكنولوجيا على جذب العمالة الماهرة من الخارج وكانت الغالبية من دول آسيا وقد ظهرت لغة الماندرين الصينية كأكثر لغة آسيوية استخداما في الولايات المتحدة، وإلى جانب الصينية هناك لغات آسيوية أخرى كالكورية والتاغالوغ والفيتنامية.
ولا تخلو قائمة العشر الأوائل للغات المستخدمة في الولايات المتحدة من العربية التي تأتي في المركز السادس. كما أنها رابع أسرع اللغات انتشارا في الولايات المتحدة بعد التيلوغو والبنغالي والتاميل.
وكانت الولايات المتحدة قد عرفت الهجرة العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر وكان أغلب المهاجرين من الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) وكانت هذه المنطقة خاضعة حينئذ للدولة العثمانية وكان أغلب المهاجرين من المسيحيين.
وحاليا يمثل المهاجرون العرب من أصل لبناني 34 في المئة يليهم المصريون والسوريون بـ 11 في المئة لكل منهما ثم فلسطين 6 في المئة فالعراق والمغرب والأردن 3 في المئة لكل منهم ثم تتوزع النسبة الباقية على بقية الدول العربية الأخرى.
مصدر الصورةGETTY IMAGES
كما أن هناك لغات أخرى مثل الألمانية والعبرية، فعلى مدار قرون ذهب إلى أمريكا العديد من اللاجئين الألمان وفي الواقع أن الألمان الأمريكيين من أكبر المجموعات العرقية في الولايات المتحدة ويمكن الشعور بالتأثير الألماني في ولايات مثل شيكاغو وداكوتا كما تنتشر العبرية في أنحاء البلاد حيث توجد بأمريكا جالية يهودية كبيرة حيث هاجر العديد من اليهود من أوروبا عقب صعود النازية والفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي وفي مدن مثل لوس أنغليس ونيويورك جاليات يهودية كبيرة تفضل التعامل بالعبرية.
ورغم أن بعض القبائل من سكان أمريكا الأصليين تصر على تعليم أطفالها لغتهم، إلا أن لغة السكان الأصليين لا تجد مكانا في قائمة أكثر 25 لغة استخداما في الولايات المتحدة. وأكثر لغات السكان الأصليين استخداما وهي النافاغو يستخدمها نحو 170 ألف شخص حيث تقدمت عليها العبرية للمركز 25 ويتحدث بها 213 ألف شخص.
وفي ما يلي قائمة بأكثر 25 لغة انتشارا في الولايات المتحدة بحسب مكتب الإحصاء الأمريكيوموقع أطلس العالمي (العدد هنا يشير لمن يعتبر هذه اللغة لغته الأم):
مصدر الصورةGETTY IMAGES
مصدر الصورةGETTY IMAGES