هادي يخوض «معركة اممية» ويعول على «الحسم العسكري» والرئاسة تكشف عن ضغوطات للقبول بـ«كويت2»

كشفت مصادر رئاسية مطلعة عن ضغوطات خليجية، كويتية على وجه التحديد، تُمارس على الرئيس هادي للتراجع عن رفضه للعودة الى مشاورات الكويت والدفع بالوفد الحكومي لحضور المشاورات في موعدها، للحيلولة دون انهيارها أو عودة الأوضاع إلى المربع الأول.

 

ورفض هادي خلال اجتماعه بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الرياض أمس، مناقشة خريطة الطريق التي اقترحها الأخير خلال مشاورات الكويت، وطالبه بالتقيد بالمرجعية الدولية. وخاطب المبعوث الأممي بقوله: «لا نريد منك شيئاً سوى التقيد بالقرارات الأممية»، رابطاً العودة إلى المشاورات في الكويت بتقديم ضمانات، والاستناد إلى المرجعية الدولية، التي من أهمها قرار الأمم المتحدة 2216، الأمر الذي تقبله المبعوث الأممي ووعد بإيجاد حلول له.

 

وكان الرئيس هادي هدد، الأحد، بـ«مقاطعة الجولة المرتقبة من مشاورات الكويت، إذا أصرت الأمم المتحدة على فرض خارطة الطريق التي قدمها مبعوثها الخاص، وتنص على حكومة شراكة مع الحوثيين». وقال صراحة إن «حكومته تعيش هذه الأيام صراعًا مع الأمم المتحدة التي تحاول فرض قرار بتشكيل حكومة ائتلافية مع الحوثيين، لكننا سنصدر قراراً بعدم العودة إلى الكويت في حال فرض علينا ذلك».

 

ويتمسك الوفد الحكومي بقراره الرافض للدخول في شراكة مع الحوثيين ضمن حكومة وحدة وطنية، فيما يحاول الحوثيون أن يظهروا للمجتمع الدولي أنهم أحرص على الحوار من الحكومة، فيما عيونهم مفتوحة صوب الحقائب التي يحاولون الحصول عليها فيما إذا تمت أي تسوية تقضي بانخراطهم في شراكة مع الحكومة الحالية.

 

وقالت المصادر الرئاسية لموقع «مأرب برس» ، إن «هناك ضغوطا خليجية وكويتية ودولية تمارس على الحكومة اليمنية للعودة الى مشاورات الكويت دون أي شروط، مشيرة الى ان الرئيس هادي التقى اليوم الاربعاء، سفير جمهورية فرنسا، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الامريكية، والقائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة لدى بلادنا لمحاولة الضغط على هادي».

 

وقال هادي خلال لقائه بالسفراء: «على الرغم مما لحق بالوطن وشعبه من قتل ودمار وحصار وتنكيل من قبل المليشيا التي استباحت المدن والقرى الا اننا آثرنا السلام استجابة لدعوات الاشقاء والمجتمع الدولي وقراراته ذات الصلة وذهبنا الى جنيف ومن ثم الى الكويت نبحث عن السلام الذي يحقن الدماء البريئة انطلاقا من مسؤلياتنا تجاه ابناء شعبنا اليمني كافه الا اننا وللأسف لم نواجه الا التسويف والتعنت من قبل الانقلابيين لبنود السلام ومحدداته الواضحة والصريحة».

 

وأضاف المصدر أن «الرئيس سيلتقي غداً (الخميس) سفراء الدول الـ18 الراعية للمفاوضات، في وقت توجه فيه ولد الشيخ إلى صنعاء للقاء الحوثيين في محاولة لتقريب وجهات النظر وفق الشروط التي وضعتها الحكومة الشرعية، على أن يعود المبعوث الأممي إلى السعودية ليلتقي هادي مجدداً، إضافة إلى لقاء آخر مع مسؤولي الأحزاب والقوى السياسية اليمنية».

 

وحول حضور الوفد الحكومي الجولة الثانية من المشاورات المزمع عقدها في الكويت الأسبوع المقبل، أوضح المصدر أنه «من المؤكد عدم عقدها في هذا التاريخ، مشدداً على أن حضور الوفد الحكومي مرتبط بجدية ولد الشيخ والأطراف الأخرى في التقيد بالمرجعية الدولية وتطبيق القرارات ذات الصلة».

 

الى ذلك قال السفير أحمد البكر مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية إن «المشاورات اليمنية التي تستضيفها بلاده دخلت مرحلة التأجيل على أن يتم استئنافها خلال المرحلة المقبلة»، مؤكدا في تصريحه عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أن «تلك المشاورات ستصل إلى ما يرضي الشعب اليمني ويحقق طموحاته وآماله، في ظل الحكمة التي تميزت بها القيادة الكويتية وبدعم الدول العربية والدول الشقيقة والصديقة».

 

في سياق متصل أكد مراقبون للملف اليمني على أن «الخيار العسكري قد يتجاوز مشاورات الكويت2»، مستدلين في ذلك بالتعزيزات العسكرية التي تصل إلى قوات التحالف العربي المحتشدة في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، وتزويد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بآليات ومعدات عسكرية جديدة، فضلا عن تكثيف الضربات الجوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح خاصة في نهم ـ 40 كيلومتر شرق صنعاء.

 

كما أكد أكثر من مصدر في الرئاسة اليمينة عن «قرب ساعة الصفر لتحرير العاصمة صنعاء، وذهب أحد هذه المصادر إلى التشديد على أن «الساعة لن تتجاوز شهرا»، مستدلين في ذلك بـ«الزيارة التي قام بها الرئيس هادي برفقة نائبه الجنرال علي محسن الأحمر إلى محافظة مأرب، والتي مثلت بداية العد التنازلي لمعركة تحرير صنعاء، فضلا عن لقاء الرئيس هادي مع الملك سلمان عاهل السعودية بمكة المكرمة نهاية شهر رمضان الفائت، واتصاله الهاتفي بوزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ما يشير إلى أن الرئيس اليمني يعول على الحسم العسكري دون أن يأمل الكثير من مشاورات الكويت2، خاصة مع رفضه مشاركة الحوثيين له في الحكم، كما اقترح عليه المبعوث الأممي».