شاهد كيف تحولت شوارع محافظة ذمار الخزان البشري لمليشيا الحوثي والمخلوع (صورة)

يجد الزائر لمدينة ذمار صور قتلى مليشيات الحوثي الانقلاب تملأ شوارع المدينة وتضج بها الجدران واللوحات الإعلانية الكبيرة في مشهد يعكس حجم الخسائر البشرية التي منيت بها المليشيات في جبهات القتال المختلفة.

 

وينظر الحوثيون إلى المحافظة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء على أنها واحدة من الخزان البشري الذي يرفد جبهات قتالهم بالرجال,خاصة مديرية آنس التي تبعد خمس كيلو مترات غرب المدينة،ذات الكثافة السكانية الكبيرة,وأغلب أبنائها منتسبون في وحدات الحرس الجمهوري المنحلة التي كان يقودها نجل صالح العميد أحمد قبل الإطاحة قبل عامين.

 

وتحولت المدينة عبر ساحاتها العامة وجدران الشوارع وواجهات المباني واللوحات الإعلانية,إلى معارض مفتوحة لصور قتلى الحوثيين من أبناء المحافظة الذين سقطوا في مختلف المحافظات.

 

معتقدات وضحايا

ويُعد تعليق صور القتلى عند الحوثيين جزءا من أدبياتهم ومعتقداتهم بهدف تخليد أسمائهم وقتالهم وتكريمهم,فضلا عن مدلولاتها في بعث رسائل متعددة لأهالي القتلى بأن أبنائهم يحظون بالتقدير لتخفيف صدمة فقدانهم.

 

لكن هذه المشاهد تلقى استياء شعبيا مردها أن أبناء المحافظة يقتلون في حرب عبثية لا ناقة لهم بها ولا جمل,ولا تخدم سوى المليشيات التي تسوقهم لجبهات القتال وتعيدهم جثثا هامدة تحت مزاعم حرب من تصفهم بـ"الدواعش".

 

ودفعت محافظة ذمار فاتورة باهظة من دماء أبناءها  منذ ظهور مشروع الحوثي محافظة صعدة,وتأتي بعد هذه من حيث عدد الضحايا,وفق تقديرات متعددة.

 

وفي الحرب الحالية,قتل المئات من الشباب الذين يتم تجنيدهم,كانت النسبة الأكبر في مديريات "آنس" الثلاث (جبل الشرق _ ضوران _ المنار) ومديرية جهران وعدد قليل من عنس والحدأ ومغرب عنس ثم ميفعة عنس وعتمة.

 

تكتم ومقابر

وتمارس المليشيات تكتما شديدا على أعداد الضحايا ولا تعلن إلا عن القيادات التي تنتسب إلى ما يسمى "الأسر الهاشمية" وتقام لهم مراسيم تشييع,وتدفن بمقابر خاصة بها.

 

وبالمقابل فإن هناك أعدادا كبيرة من جثث القتلى لم تُعاد إلى أهاليهم حتى الآن لأنهم من أبناء القبائل وليسوا هاشميين.

 

وحسب تقارير إحصائية,فإن محافظة تعز تأتي في مقدمة الجبهات التي سقط فيها مقاتلو المليشيات من أبناء ذمار ثم جبهة مأرب ونهم شرق العاصمة صنعاء ورداع البيضاء وجبهات المحافظات الجنوبية وأخيرا جبهة الحدود التي سقط فيها عدد قليل جدا.

 

وقامت المليشيات بإنشاء ثلاث مقابر جماعية في مديرية ضوران وأخرى في جبل الشرق,وعملت على تقسيم مقبرة العمودي الشهيرة بذمار وتخصيص جزء منها للقيادات الحوثية,وأطلقوا عليها اسم "روضة الشهداء" فيما عملوا على تخصيص جزء آخر منها للمقاتلين المجهولين الذين لم يتم التعرف عليهم.