علي البخيتي

قيادي سابق في الجماعة يدعو الحوثيين للانسحاب من صنعاء والاستعانة بقوات دولية لتأمين جبالها

اعتبر السياسي الكبير القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي “أن التسوية السياسية إذا قُدر لها النجاح ستتم بين أطراف الصراع التقليديين وسيكون هناك استحقاقات ما بعد التسوية”. وقال البخيتي لـ”السياسة”:، “إن تلك تمثل مرحلة خطرة، لأن هناك قوى جديدة انخرطت في الصراع ولها وجود قوي على الأرض، إلا أنها غير ممثلة في حوار الكويت، وستطالب بحصتها”، في إشارة إلى المفاوضات الجارية في الكويت بين ممثلي حزب “المؤتمر الشعبي” وجماعة الحوثي وبين ممثلي الحكومة اليمنية.

وأضاف: “لذا أتوقع أن تكون التسوية السياسية المنتظرة مع تطلعنا لها بداية لمشكلات جديدة لا حصر لها”، موضحاً “أن مواقف طرفي المشاورات في الكويت متباعدة جداً، ولابد من الخروج بتسوية جديدة ومبتكرة، عبر إنشاء مجلسين موقتين مدني وعسكري يتوليان إدارة أمانة العاصمة صنعاء واستلام السلاح والإشراف على انسحاب الحوثيين منها، وإعادة هيبة الدولة وإحياء مؤسساتها المدنية والعسكرية لحين الخروج بتسوية سياسية والاتفاق على شكل السلطة الانتقالية”.

واقترح أن يكون للمجلسين الاستعانة بقوات دولية تسيطر على جبال صنعاء لتأمينها لتتمكن القوى السياسية اليمنية وقياداتها التي في الخارج والسفارات من العودة إليها، معتبراً أن “الموافقة على تلك النقاط ستشكل اختباراً حقيقياً لنوايا مختلف الأطراف ومدى قبولهم بالسلام، وخصوصاً للحوثيين هل سيقبلون بالانسحاب من مدينة صنعاء على الأقل، وتسليم سلاح المعسكرات التي كانت فيها؟”.

وبشأن الجيوش واللجان الشعبية التي أفرزتها الحروب بما فيها الحرب الأخيرة، قال البخيتي: “لا بد من دمجهم واستيعابهم في جيش وطني جديد على أن تُصهر كل تلك العناصر في بوتقة واحدة بعقيدة وطنية ولا خوف من كثرة الأعداد لأن النظام والانضباط الإداري ومراقبة الدوام كفيل بأن يدفع غالبية من تم تجنيدهم للخروج من الجيش”.

ورأى ” أن الفوضى الحالية دفعت عشرات الآلاف للالتحاق بهدف الحصول على رواتب وغالبيتهم في البيوت، ومن قام الحوثيون بتوظيفهم في السلك المدني أو العسكري أو أصدروا لهم قرارات تعيين يمكن مراجعة تلك الحالات مثلها مثل الحالات التي تم تجنيدها وتوظيفها وإصدار قرارات لها أيام حكومة (محمد سالم) باسندوة، وتطبيق معايير موحدة على الجميع، أياً كانت تلك المعايير”.

واستبعد انفصالاً وشيكاً لجنوب اليمن عن شماله، قائلاً: “ما أراه حالياً هو إعداد لجنوب من إقليمين، إقليم حضرموت وشبوة والمهرة وإقليم لباقي المحافظات الجنوبية أبين ولحج والضالع وعدن، والمعسكرات التي يتم إنشاؤها من قبل التحالف وخصوصاً القوات الإماراتية تدل على النوايا المسبقة للتحالف، حيث انها تمثل وتعبر عن إقليمين داخل الجنوب ولا تمثل جنوباً موحداً”.

وأضاف إنه “إذا ما حدث فك ارتباط أو انفصال في الجنوب فلن يعود الجنوب إلى ما قبل العام 1990 بل قد يعود إلى ما قبل العام 1967، فتاريخ السلطنات والمشيخات الممتد لنحو 200 عام لا يزال أعمق في الوعي الجنوبي من ذاكرة الجنوب الموحد التي امتدت لعقدين ونيف”.