تمور حضرموت

"موسم جني التمور في حضرموت".. كيف أثر كورونا على عملية الإنتاج والحصاد (تقرير)

ُعد شجرة النخيل مهمة في حياة الانسان الحضرمي الذي يظل يعتني بتفاصيل نموها، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقا، فالنخلة تُعبّر عن هوية هذا الوادي الواسع، وينتظر المزارعون بشغف محصول التمور السنوي، ليتم الجني والحصول على المال، لكن لا تكون كل المواسم متشابهة.
 
مع بدء موسم حصد التمور، يبدأ المزارعين في قطع ثمار النخلة، ويقومون ببيعه في الأسواق، بيد أن المزارعين يلجؤون إلى طريقة مميزة لحفظ ثمار النخيل، وهي ما تُسمّى بعملية "التخّبير"، وهي أن توضع على ثمار النخلة الأكياس، للحفاظ عليها من الحشرات والطيور، ولشدة الرياح التي تجعلها تتساقط على الأرض.
 
ويشتهر وادي وصحراء حضرموت، بأنواع الأصناف الفاخرة، وبجودته المتميزة، التي حينما يبدأ هذا الموسم، يتهافت الناس على شرائه في الأسواق، ويعد مصدر دخل أساسي للكثير من المواطنين أصحاب المزارع المنتشرة على مساحة الوادي.
 
 
تراجع محصول التمور

يقول المهندس موسى سقاف العيدروس ـ مدير إدارة الارشاد والتدريب الزراعي بمكتب وزارة الزراعة والري بوادي حضرموت "أن وادي وصحراء محافظة حضرموت اشتهرت بأنواع المحاصيل الفاخرة، وأن الاحصائيات والدراسات، تقول أن فترة ما قبل السبعينيات، وصلت الأصناف التي تزرع، حوالي ثلاثمائة صنف".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، بعض أصناف التمور التي كانت موجودة في الوادي خلال السنوات الماضية انقرض تماماً، حتى وصلت إلى حدود الخمسين صنف المزروعة في الوادي".
 
وأوضح "أن الأصناف المزروعة في فترة 2008م وحتى الآن، بلغت حوالي ثمانين صنفاً، وذلك بعد إدخال جملة من الأصناف إلى الوادي، وكل ذلك كان نتاجاً للسياسات الغير سليمة، التي أدت إلى إهمال المحصول، وتراجع مكانته كغذاء، إلى مجرد فاكهة".
 

الأصناف المشهورة

ويشتهر وادي حضرموت (شرق اليمن) بجملة من الأصناف، وربما بعضها الآن اختفى، لكن مازال الكثير منها يحتل مكانه مرموقة، من الناحية التسويقية، والعائد الاقتصادي، أو شهرتها لدى المواطن اليمني الذي يستهلكها بكثرة. 
 
وأشار العيدروس: "أن من تلك الأصناف المحلية المعروفة بجودتها، في الوادي والمرغوبة لدى المستهلك، صنف "المديني، والمجراف، والهجري، والجزار".
 
لافتاً أن بعض تلك الأصناف لها مكانة شعبية لدى الناس، من جهة استخداماتها الطبية والغذائية، ضارباً بذلك مثلاً، كصنف "الحمراء"، الذي يأكله الناس، لا لمذاقه، وإنما من الناحية الصحية.
 
وقال العيدروس لـ"يمن شباب نت"، إن الأصناف تتوزع بحسب رغبة الناس فيها جغرافياً، وأكد أن الجهة الغربية من وادي حضرموت، يشتهر فيها صنف "الجزاز"، بينما في وسط الوادي، يفضلون صنف "المجراف والمديني".
 
وفي جهة الشرق من الوادي، يرغبون صنف "الحمراء والميمونة واليتيمة"، فلذلك تتفاوت رغبة الناس، واستهلاكها من منطقة إلى أخرى.
 
وتابع: "أنه من حيث مواصفاتها الفيزيائية والكيميائية، فتوجد الأصناف الفاخرة التي تصلح للتعبئة والتغليف والتصنيع، وتتواجد الأصناف التي تصنّف متوسطة، والبعض رديئة". 
 

 
كساد في الأسواق
 
"محمد سالم سعيد" بائع تمور في حضرموت، يقول "أن الاستهلاك في الأسواق منخفض هذا العام، نظراً لجائحة كورونا، التي عمّت البلاد والعالم أجمع، بلادنا بشكل عام وحضرموت بشكل خاص، تضررت من هذا المرض الذي استشرى بسرعة"
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، ولذلك فإن الأسواق ستتضرر، نتيجة لتوقف الطيران وصعوبة التنقل من منطقة ومدينة لأخرى".
 
وأوضح "أنه في بداية موسم جني التمور، تكون الأصناف المحلية تتواجد بكثرة في السوق، مثل "المجراف، السريّع، المديني"، وبعد فترة أخرى، تتواجد أصناف خارجية، تم استيرادها وزرعت في بلادنا، ومنها، "الإخلاص، الشيشي، العجواء".
 
وأردف، أن أسعار التمور، من المفترض أن تكون مرتفعة هذا العام، ولكن بالعكس يوجد فيه انخفاض، وذلك بسبب قلة الاقبال من المواطنين على الأسواق، في المقابل من الطبيعي أن تكون التمور كثيرة، ولكن سيقل الشراء، ويؤدي إلى انخفاض الأسعار.