التهاميون ينتفضون ضد طارق صالح

الساحل التهامي.. بين رفض طارق صالح وغياب الشرعية

جولة جديدة من الفوضى الإماراتية التي تثار هنا وهناك، لتنتهي بانقسام المجتمع وصراعات بين أبناء التراب الواحد. 


في الساحل الغربي يسعى طارق صالح للسيطرة على المؤسسات الحكومية عبر أسماء وشخصيات موالية للنظام الإماراتي، وهو ما يرفضه أبناء المنطقة.
عنوان هذه المعركة محاولة طارق المدعوم إماراتياً السيطرة على الأمن وتعيين شخص موالٍ له، وهو الأمر الذي رفضه أبناء المديرية ونددوا به في تظاهرات جابت شوارع المدينة.

 

رفض شعبي


لكن المشهد يبدو أكبر، فالأصوات المتصاعدة بالرفض لهيمنة طارق بعد زيادة وتيرة الانتهاكات التي تجترح الشأن التهامي، تؤكد أن التهاميين باتوا يدركون جيدًا قواعد اللعبة الإماراتية على أرضهم.

فمع تنامى دور قوات طارق وهيمنته على المواقع الحيوية، وأهمها باب المندب وميناء المخا وجزيرة زقر، فإن ذلك يأتي على حساب الشرعية ودور أبناء الأرض الذين فقدوا حقهم في إدارة شؤون حياتهم.

وفيما يتعلق بالاحتجاجات الواسعة في الخوخة ومطالب المحتجين، قال الصحفي والناشط السياسي، وديع عطا: إن المحتجين من أبناء الخوخة عبروا عن رفضهم الوصاية على الخوخة، كما أكدوا أنهم  لن يقبلوا بأحد يريد أن يفرض وصايته عليهم.

 

وأضاف عطا، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، " أن المحتجين خرجوا بكل سلمية ومدنية يطالبون بحق مشروع لهم؛ كون مديريتهم أول مناطق التحرير في  الحديدة، والتي ساهم أبناؤها في التحرير بكل قوة، وقدموا في ذلك كثيرا من الشهداء، وهم الأن لا يريدون أن تذهب تضحياتهم أدراج الرياح".

 

وصاية إدارية


عطا لفت إلى أن هناك من يريد العبث بمكتسبات شباب الخوخة وتضحياتهم من خلال فرض الوصاية الإدارية عليهم، وفرض تعيينات إدارية محسوبة على جهات ليس لها ارتباط بمقاومة وتضحيات أبناء الخوخة.
كما لفت أيضا إلى أن هناك بعض الجهات تريد التسلل من خلال الشرعية لإدارة المديرية دون أية مراعاة لأبناء الخوخة ومقاومتها أو وضع حسبان لتضحياتهم كذلك.
عطا أوضح أن الفراغ الذي تركته الشرعية وكذلك التحالف من الناحية الإنسانية هو الذي جعل طارق صالح حاضرا بأدواته المحلية في المشهد التهامي، داعيا كل أبناء تهامة من قيادات وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وكذلك المكونات السياسية، لتنسيق أدوارها وتوحيد رؤيتها والخروج بموقف موحد وقوي لرفض تهميش المحافظة.

 

حكم ذاتي


 من جهته، الشيخ، سعيد دوبلة، أحد وجهاء الخوخة، قال "إن مطالبنا في الاحتجاجات هي أن يحكم الخوخة أبناؤها ذاتيا في إطار الجمهورية اليمنية، كما أننا نطالب بعدم استبعاد أو تجاهل  لمقاومة أبناء المديرية من خلال هذه التعيينات التي هم أولى بها من غيرهم".


ولفت إلى أن "طارق صالح له يد في محاولة إبعاد إبن الخوخة من إدارة أمنها وتعيين آخر"، مشيرا إلى أن ما يجري في الخوخة وكل الساحل الغربي ليس بعيدا عما يجري في سقطرى وعدن وغيرها من فرض السيطرة لأطراف تتبع الإمارات.


دوبلة دعا، في الأثناء، كافة الأحزاب والقوى السياسية في تهامة لنبذ الحزبية وترك الخلافات والالتفاف حول الهوية التهامية التي يريد طارق صالح إزالتها، حد قوله.
الناشطة الحقوقية أم مثنى، قالت إن أبناء مديرية الخوخة بمختلف أطيافهم يرفضون أن يتولى أي شخص مدير أمن للخوخة من غير أبنائها، سواء كان تابعا لطارق صالح أو غيره. 
وأضافت أن الأولوية لتقلد المناصب في الخوخة هي لأبناء الخوخة؛ كونهم من قدم التضحيات في سبيل استعادة المديرية من سيطرة مليشيا الحوثي.


وأشارت إلى أن أبناء مديرية الخوخة أدركوا أن هناك محاولات لتسليم إدارة أمن المديرية لجهات من خارج المديرية، وهو ما دفعهم إلى الخروج والتظاهر رفضا لتلك المحاولات.
أم مثنى تطرقت في سياق حديثها إلى الوضع الإنساني في مناطق الساحل التهامي وتحديدا مديرية الخوخة، مشيرة إلى أن الخوخة تعاني وضعا مأساويا وتفتقر لأبسط الخدمات الصحية والخدمية رغم مرور ثلاث سنوات على تحريرها من مليشيا الحوثي.

 

تراكمات وأطماع


رئيس تحرير موقع الحرف 28 عبدالعزيز المجيدي، قال إن الاحتجاجات التي شهدتها مديرية الخوخة ضد التدخل في شؤونها هي حصيلة ممارسات مختلفة تمت خلال الفترات الماضية من إقصاء وتهميش ومحاولة لاستعادة السيطرة القديمة لمنظومة عفاش على مناطق الساحل التهامي والمناطق الأخرى التي تم تحريرها على يد المقاومة التهامية والجيش الوطني ومختلف أشكال المقاومة وأطيافها.


وأضاف أن الإمارات كانت حريصة على أن الشق الآخر من الانقلاب الذي دعمته في 2014 بصنعاء موجودا وحاضرا في الساحل؛ كونه مكان مهم وممر تخطط لوضع يدها عليه وأن يكون جزءا من امتدادها الحيوي في السواحل والشريط الجنوبي.
لافتا إلى أن ما يحدث يكرس شكل من أشكال السيطرة والهيمنة للإمارات ووضع يدها بشكل كامل وتحديد مراكز النفوذ في هذه المناطق بحيث تكون تابعة لها بشكل مباشر لمصلحة طارق صالح.
موضحا أن الاحتجاجات جاءت على خلفية محاولة طارق صالح وقواته تعيين مدير أمن للخوخة تابعا له ليكون طارق حاكما عسكريا للساحل.