المسيرة التفجيرية

التفجير وهدم المنازل على الطريقة الصهيونية.. هكذا يهدم الحوثيون العمران، وينشرون الدمار (فيديو)

على الطريقة الصهيونية، أقدمت مليشيا الحوثي في منطقة خدير شرقي مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة المليشيا على هدم ثلاثة منازل لأحد المواطنين والاستيلاء على أرأضيها.

ووقعت الجريمة أمس الأول عندما قدمت ثلاثة أطقم على متنها عناصر مسلحة للمليشيات الانقلابية بقيادة مدير أمن المديرية المعين من قبلهم يدعى علي دبيش و مدير البحث عبدالحافظ السراجي وكذلك مدير المنشآت خالد ابو لحوم.

هؤلاء جميعا يوصفون بالقيادات الغازية من خارج المديرية، وقد اصطحبوا مسلحين مرافقين يتبعون رجل الأعمال عبدالرحمن منير الحريبي وتوجهوا الى كنطقة الزيلعي بمديرية خكير وقاموا بهدم منازل مواطن يدعى محمد لطف.

لم تمض 24 ساعة على هدم المنازل الثلاثة، حتى ألحقت المليشيات الحوثية بهم أربعة أخرى لتهدم سبعة منازل في يومين متتالين.


وبحسب شهود عيان فإن المدعو وليد علي الثلايا، ومعه مسلحون على متن ثلاثة أطقم يتبعون إدارة أمن المديرية الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية ،داهموا المكان وهدموا المنازل دون أي مبرر.

عملية الهدم تمت دون أية مسوغات قانونية أو أوامر قضائية جرياً على عادة المليشيات في سياسة هدم منازل المواطنين في كل منطقة يحتلونها، إمعاناً في التنكيل والإرهاب لإخضاع المواطنين لأجندتهم بقوة الحديد والنار والبسط على ممتلكاتهم وأرضهم.

والمؤكد أن تلك المنازل لم تكن هي كل الأذى الذي الحقته المليشيا بالمديرية، فقد أفادت مصادر ميدانية خاصة بأن عدد المنازل التي تم تفجيرها أو هدمها والسطو عليها من قبل تلك المليشيات تتجاوز 50 منزلاً في مديرية خدير لوحدها شرقي مدينة تعز.

وتعددت أسباب إقدام المليشيات على الهدم والتدمير.

بحسب مصادر محلية فإن إرهاب المواطنين و النكاية بالمعارضين يأتي في مقدمة الأسباب بالإضافة الى دوافع مالية باتت تعمل المليشيات الحوثية من خلالها كبندقية مؤجرة للاستعانة بها في تنفيذ بعض الأجندات الخاصة.


في جريمة هدم المنازل الاخيرة بخدير مثلا تقول المصادر المحلية إن رجل الأعمال المذكور قام بدفع مبالغ مالية كبيرة لتلك المليشيات مقابل هدم تلك المنازل إمعاناً في إذكاء الصراعات بين المواطنين وتنفيذ سياستهم المعروفة عبر التاريخ وهي ما باتت تعرف اليوم بسياسة "فرق تسد".

ولم تدخر المليشيات الحوثية وسعاً بشتى الطرق للتضييق على المواطنين قتلاً وتهجيراً ومصادرة للأموال والإثراء على حسابهم، ففي الوقت الذي يدمرون البيوت ويصادرون الممتلكات يبنون هم القصور الفارهة ويتركون المواطنين عرضة للمجاعات المختلفة.

إنتقام وعقاب

طوال مسيرتها المسلحة، كانت مليشيا الحوثي تتخذ من سياسة تفجير المنازل نهجا ووسيلة عقاب جماعية للمواطنين، تفضي إلى تشرد جماعي وإلى الإخضاع والإفقار وبعدها الاستيلاء على الأراضي العائدة لتلك المنازل.

كما أنها وسيلتها المحببة للإنتقام من الخصوم وهي سياسة دأبت عليها المليشيات الحوثية منذ نشأتها، حيث فجرت العديد من منازل القبائل التي ساندت الدولة في حروب صعدة السابقة والتي عرفت بالحروب الستة بين أعوام 2004 و2010، وشردت العديد منها وكذلك الاستيلاء على منازل يهود آل سالم الذين هجرهم الحوثيون من منازلهم عام 2006.

لا توجد إحصائيات موثقة ودقيقة حتى اللحظة بعدد تلك المنازل التي فجرها الحوثيون منذ انقلابهم على الدولة في 21 سبتمبر 2014 أو ما قبل الانقلاب منذ تلك الحروب السابقة.

لكن هناك أرقام ببعض الإحصائيات التي تقدر بأكثر من 1000 منزل ومنشأة فجرتها المليشيات الحوثية خاصة في المحافظات الشمالية.

موروث الإمامة

وتستند هذه المليشيات في سياسة تفجير وهدم المنازل على تقليد قديم أسسه أئمتهم السابقون حينما احتلوا بعض مناطق اليمن منذ عام 284 هجرية وخاصة في بعض مناطق صعدة.

وتقول المصادر التاريخية المتعددة إن أئمتهم كانوا يعمدون في حروبهم إلى تدمير منازل المقاومين لهم ومصادرة أموالهم وإحراق مزارعهم وإتلافها والاستيلاء على أراضيها وتشريد أهلها ويستحلونها، واتخذ من جاء بعدهم هذه الأفعال تشريعاً وديناً وفقها يطبقه اللاحق بالسابق.

ومن الوقائع الشهيرة تاريخيا ما فعله عبدالله بن حمزة في القرن الخامس الهجري بحق المطرفية، وهي فرقة زيدية عارضت حكمه ونظريته التي تحصر الولاية والحكم في نسلي الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، كما نال غيرهم من المنافسين الذين لم يخضعوا لحكمهم أو حتى اختلفوا معهم في مسائل فكرية وعقائدية.

يعترف الإمام عبدالله بن حمزة نفسه بهذه الجرائم مستشهدا بأفعال الإمام الهادي ( 284 - 299 هجرية) بالقول: "والهادي إلى الحق - عليه السلام - قد فعل ذلك [النهب والسلب والخراب] في نجران وعلاف، فإنه هدم المنازل، وقطع النخيل والأعناب، (وأباح الأملاك للعشائر)، وأخذ أموال المهاذر وقسمها أخماساً، وأخذ من حصن النميص أثاثاً عظيماً، وسلاحاً، ومتاعاً، وكذلك ولده الناصر، هدم مدينة بارى وهي مدينة كبيرة، ومدينة الكلائج وقطابه، وأخذ أموال قُدمْ جملة، ولم يميز مال اليتامى والأرامل، وكذلك فعل عبد الله بن الحسين - عليه السلام - مع بني الحارث، أخذ أموالهم وقسمها بين الغانمين، وخرب إبراهيم بن موسى بن جعفر - عليهم السلام - سد الخانق بصعدة، وكان عليه بساتين عظيمة فخربت إلى وقتنا هذا".

أكثر المحافظات تدميراً

تعتبر محافظة تعز الأكثر تضررا من الحرب من حيث الدمار الذي لحق بالمنازل سولء تلك التي تدمرت بالمواجهات الناجمة عن الانقلاب المسلح للحوثيين أو تلك التي فجرتها المليشيات الحوثية عن عمد، كما فعلت مؤخراً ببعض المنازل في مديرية خدير.

وتأتي تاليا في قائمة المحافظات التي شهدت وقائع تفجير منازل المواطنين، محافظة عمران فصعدة ثم محافظة إب وكذلك محافظات البيضاء ومأرب والضالع وحجة والحديدة وفقا لبعض التقديرات .

المصدر: الحرف28