رنا العريقي

شاهد.. فتاة يمنية تخترع بيتاً ناطقاً لذوي الاحتياجات الخاصة

الحرب المستمرة منذ 6 سنوات، لم تثنِ عزيمة الشابة رنا صديق العريقي، وصديقاتها، في انتزاع لقب أول مخترعات يمنيات، لبيت ناطق يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على تدبر أمورهم المنزلية.
واخترعت رنا (24 عاماً) وصديقاتها؛ دعاء محمد الحمادي، وأمل خالد صدقي، ومنال محمد العومي، اللائي تخرجن من كلية الهندسة قسم IT، جهاز “البيت الناطق VCHOME”.
تقول رنا المشرفة على المشروع وقائدة الفريق، إنها بدأت مشوارها مع فكرة البيت الناطق، منذ أن ركزت على أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم قدرتهم على التحرك بشكل طبيعي كالأشخاص العاديين، فتكونت لديها فكرة.
وتساءلت حينها: “لماذا لا نقوم بتحريك بيوتنا الجامدة؟”.

كيف بدأت الفكرة؟

تخيلت رنا تفاصيل البيت الناطق تدريجياً، وانتهت بتنفيذها على أرض الواقع، بمجسم يوضح خطوات عمل فكرة اختراعها للبيت الناطق.
قررت وصديقاتها أن يطبقن الفكرة، ويعملن على تنفيذها، ويكون ذلك مشروع تخرجهن من الجامعة.
واستمر العمل على المشروع عاماً كاملاً، حتى رؤيته يتحرك بأوامر صوتية، ويقدم الخدمة للمعاقين بطريقة مريحة لهم، إذ يجعل المعاق يتحكم بالبيت بالصوت أو الإشعارات عن طريق تطبيق خاص في الهاتف النقال.

يعمل البيت الناطق كمدير أعمال لمالك المنزل، يدير له كل المهام، من خلال أمر صوتي من المالك للبيت؛ أي أن البيت سيكون المسؤول عن كل هذه الأعمال، وقد لا يقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل يخدم أي شخص يريد تطبيق هذا الاختراع في منزله.


وتقول رنا: “الفائدة التي سيقدمها هذا البيت لذوي الاحتياجات الخاصة، أنه سوف يوفر عليهم جهداً كبيراً لقيامهم بالأعمال المنزلية وغيرها، كفتح الأبواب والستائر، والتحكم بأجهزة المنزل كالتلفاز والأجهزة الأخرى، واستعمال البيت كمنبه للتذكير بالمواعيد المهمة للمالك”.
ويعمل البيت الناطق كمدير أعمال لمالك المنزل، يدير له كل المهام، من خلال أمر صوتي من المالك للبيت؛ أي أن البيت سيكون المسؤول عن كل هذه الأعمال، وقد لا يقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل يخدم أي شخص يريد تطبيق هذا الاختراع في منزله.
ويتم التحكم بأدوات المنزل عن طريق الأوامر الصوتية. ومن هذه الأوامر “رفع السرير أو إنزاله، تشغيل المروحة، إنارة المصابيح”، عن طريق صوت مالك المنزل. “إنه أمر يسهل الكثير على ذوي الاحتياجات الخاصة”، تقول رنا.
ولأمان الباب الخارجي للمنزل، تضيف رنا: “لم نجعله يفتح بأوامر الصوت كباقي الأشياء، حفاظاً على الأمان، ولكن من خلال التطبيق الذي يكون فقط مع مالك المنزل، حتى لا يستطيع أحد فتحه، وهو ليس من ساكني المنزل”.
تتابع: “حلمنا هو ألا يقتصر على المنازل فقط، نريد أن يتوسع هذا الاختراع إلى المستشفيات والمراكز والمنظمات، وكل شيء، لأنه ليس خدمة للمنازل فقط، نحن نطمح لعمل هذا الاختراع على كل منزل في اليمن”.

مميزات البيت الناطق

وعن مميزات اختراع البيت الناطق VCHOME، تقول رنا إنه يمتلك 4 تقنيات:
التقنية الأولى: تقنية النظام الصباحي “وهي تعمل لإيقاظ مالك المنزل في الصباح بالوقت المحدد، حيث يعمل المالك على إدخال وقت معين للاستيقاظ داخل التطبيق الموجود في الهاتف، في الوقت المحدد يتم رنين الموبايل، وترتفع النوافذ بشكل تدريجي لدخول الضوء، ويرتفع السرير أيضاً بشكل تدريجي لمساعدة مالك المنزل على الاستيقاظ”.
التقنية الثانية: تقنية معرفة زوار المنزل “وتمكن صاحب المنزل  من معرفة زائر المنزل سواء كان المالك موجوداً في المنزل أو بعيداً عنه، حيث إن البيت متصل بالـ”واي فاي”، عندما يبدأ الزائر بالضغط على جرس الباب، يرن هاتف المالك، ويستطيع المالك التحدث مع الزائر صوتاً وصورة، وأيضاً من خلال الهاتف له الحرية بفتح الباب له أم لا”.

إقرأ أيضاً  جهود نسوية لإيقاف الحرب في اليمن

البيت الناطق الخاص بذوي الاحياجات الخاصة


التقنية الثالثة: تقنية العناية بالأطفال، “وهي تقنية تساعد الأم عندما تريد طفلها أن ينام في الليل من خلال إعطائها أمراً صوتياً للبيت،  يستطيع البيت قراءة قصص صوتية للطفل في غرفته، وإخفات الإضاءة لتساعده على النوم، وتوجد قصص صوتية يتم اختيارها من قبل المالك”.
التقنية الرابعة: يمكننا التحكم بالبيت عن طريق الموبايل والنظام في جهاز الحاسوب، ويستطيع البيت مخاطبتك أيضاً.
وتشتغل رنا كمسوقة إلكترونية لشركة برمجيات، وأيضاً يوتيوبر تدير قناتها “Ranoo breeze” على “يوتيوب”
https://www.youtube.com/channel/UCWjbZQ9MOgOFAQkqRH6DpiA
ومن الصعوبات التي واجهت الفريق، نقص التمويل، وعدم إيجاد القطع التي تستخدم على منزل صغير كنموذج لإظهار الفكرة بشكل متكامل، ما صعب عليهم تنفيذ الاختراع بشكل دقيق جداً، كما تقول رنا.
وتضيف: “ستكون هذه الصعوبات نفسها التي سنواجهها لتنفيذ الفكرة على أرض الواقع. لكننا مازلنا نعمل على تطوير الفكرة وإضافة ميزات جديدة لها، وقدمنا الفكرة لوزارة الصناعة والتجارة لمساعدتنا بالموضوع”.
وتتابع: “نريد أن يرى العالم أنه من الممكن أن نبدع بأي شيء لدينا حتى لو كانت أشياء بسيطة، وأن اليمنيين قادرون على أن يفكروا وأن يعملوا أشياء لبلادهم، وقد توفقنا بهذا الاختراع، لأنها كانت فكرة جديدة لنا، وليست موجودة من قبل في اليمن”.

نظرة إلى المستقبل

نظرتها للمستقبل أن تكون شخصاً ناجحاً تستطيع عمل كثير من النجاحات والإنجازات بحياتها، وأيضاً إفادة بلدها بحيث تستطيع تطبيق فكرتها على كل بيت يمني.
وتقول رنا: “أريد أن أخبر القارئ أننا نمر حالياً بصعاب كبيرة في بلادنا، لكن هذا ليس مبرراً لك ألا تحاول أن تكون شخصاً ناجحاً من جميع النواحي بحياتك. حاول أن تعمل وتشتغل وتبتكر. حاول إخراج مواهبك وقدراتك لتستفيد منها، لا تستهتر بأية فكرة بسيطة لك، لأنها قد تكون بالمستقبل شيئاً عظيماً وكبيراً تستفيد منه وتفيد غيرك”.
“وإذا لم يكن لديك فكرة، فليس هناك عائق من إيجادها وتطويرها. اعلم أن كل شخص ليس لديه شيء ينقصه عن الآخر، فأنا شخص عادي، لكن أوجدت قدراتي ومواهبي، وبقليل من العزيمة استطعت الوصول لاختراع شيء أفخر فيه، وأنت أيضاً لا ينقصك شيء عني. تذكر ذلك”، تقول رنا.