مسلحون حوثيون- أرشيفية

موقع أمريكي: اليمن على وشك التفتت بعد 30 عاما من حلم الوحدة (مترجم)

قال موقع "ذا ديفينس بوست" الأمريكي إن اليمن على وشك التفتت بعد 30 عاما من الوحدة نتيجة للصراعات المسلحة والتنافسات الإقليمية والتدخل الأجنبي.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير له ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنه بعد مرور 30 عامًا من حلم الوحدة تلاشى هذا الحلم وتحولت الدولة الفقيرة إلى خليط من المناطق المتنافسة التي غمرتها صراعات لا نهاية لها.

 

ونقل الموقع عن المحلل السياسي صالح البيضاني أنه في 22 مايو 1990، أعلن قادة دولتي شمال وجنوب اليمن السابقتين من صنعاء تشكيل جمهورية جديدة كان ينظر إليها على أنها "حلم جيل كامل من اليمنيين".

 

ووفقا للتقرير فقد دخلت اليمن في حرب أهلية منذ عام 2014 بين الحكومة -بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعودية - والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون الآن على معظم الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن الحكومة لا تزال تسيطر على المنطقة المركزية لمأرب والمحافظات الشرقية، بينما يقع الجنوب في أيدي المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي لم يخف نيته إعلان دولة مستقلة.

 

ونقلت وكالة فرانس برس عن علي الصراري مستشار رئيس الوزراء اليمني قوله إن البلاد تواجه خيارين، وإن "التفتت" موجود بالفعل أو "دولة اتحادية" ناتجة عن اتفاقية سياسية والتي تبدو بعيدة الاحتمال.

 

وقال البيضاني إن وحدة اليمن كانت نتيجة "التحولات الثورية"، مشيرا إلى الإطاحة بالملكية الزيدية في شمال اليمن في انقلاب عام 1962 من قبل الضباط القوميين.

 

نال جنوب اليمن، من جانبه، استقلاله عام 1967 بعد ثورة مسلحة استمرت أربع سنوات ضد البريطانيين والتي سيطرت على مدينة عدن الساحلية الرئيسية.

 

وبحسب التقرير، فإن الخطاب السياسي للقوميين في الشمال والاشتراكيين في الجنوب -الذي أصبح في 1970 الدولة الشيوعية الوحيدة في العالم العربي- ركز على الوحدة، وقد تحقق ذلك في عام 1990 على الرغم من مجموعة من العقبات بما في ذلك الاشتباكات الحدودية بين قوات الدولتين في عام 1979.

 

لافتا إلى أن علي عبد الله صالح، الذي حكم الشمال منذ عام 1978، أصبح رئيسًا وعلي سالم البيض من الجنوب كان نائب الرئيس. لكن شهر العسل لم يدم طويلاً، حيث شعر المسؤولون في الجنوب بأنهم أبعدوا عن السلطة. أثارت محاولة الجنوب للإنفصال عام 1994 حرباً أهلية قصيرة انتهت بسيطرة القوات الشمالية.

 

وبحسب حسين الحنشي، مدير مركز عدن للدراسات، فإن الوحدة تأسست على أسس هشة.

 

وصرح لوكالة فرانس برس: "لقد تم تدميرها بعد أن حولت الطبقة السائدة في الشمال الوضع إلى حالة احتلال عسكري بعد صراع 1994". كان حنشي يشير إلى تفكيك المشاريع الجنوبية لصالح رجال الأعمال الشماليين وتوزيع الأراضي على أنصار الرئيس.

 

وذكر أن صالح تمسك بالسلطة على الرغم من صعود الجماعات الجهادية والمصاعب الاقتصادية والعنف المستمر. وجاء التحدي الحقيقي الأول لحكمه مع اندلاع احتجاجات الربيع العربي في عام 2011 التي جلبت آلاف اليمنيين إلى الشوارع.

 

كما لفت إلى تخلي صالح عن السلطة في فبراير 2012 بعد 33 عاماً من توليه منصبه وتولى نائبه عبد ربه منصور هادي السلطة. وقُتل صالح في عام 2017 على يد حلفائه الحوثيين المتمردين.

 

وتابع التقرير "في عام 2014، استولى الحوثيون على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك العاصمة مما دفع بتدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة. ومنذ ذلك الحين، قتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين في صراع أثار ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم".

 

يشير التقرير إلى أن الصراع زاد على السلطة في الجنوب بين الحكومة والانفصاليين -جزء من المعسكر المناهض للحوثيين- من تعقيد الوضع. ولفت إلى أنه في الشهر الماضي فقط، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حكمها الذاتي في جنوب اليمن.

 

وقال ماجد المذحجي المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية لوكالة فرانس برس إن "الوحدة اليمنية في وضعها الحالي لم تعد قائمة". وقال: "لقد خلقت الحرب واقعًا جديدًا على الأرض".

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست