مخبز زاد الخير

المخابز الخيرية في اليمن كملاذ لآلاف الأسر الفقيرة.. قصة مخبز "زاد الخير" بإب!

تنتشر المخابز الخيرية في بعض المحافظات اليمنية لتمثّل حلاً لآلاف الأُسر الفقيرة والمعوزة فيها، خصوصاً تلك التي ساء وضعها من جرّاء الحرب المستمرة منذ انقلاب جماعة الحوثي نهاية العام2014.

واليوم السبت 4 ابريل 2020، دُشن بمحافظة إب "وسط البلاد" أول مشروع خيري يستهدف توزيع الخبز للآلاف من المواطنين بمديريتي الظهار والمشنة بمدينة إب.

وبحسب القائمين على المشروع المسمى "زاد الخير" ويحمل شعار "رغيفك حسنات" فإنه يستهدف توزيع الرغيف لـ11 ألف "11000" شخص بشكل يومي، كمرحلة أولى ، في الوقت الذي يسعى القائمون على المشروع لتوسيع عملية الإستهداف لأعداد أخرى إضافية.

وأنشئ المخبز منذ فكرته الأولى بدعم من مغتربين وفاعلي الخير عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وكان للدكتور مصطفى الفهد، ومعه شخصيات أخرى، دور بارز في فكرة المخبز والسعي الحثيث لإخراجه إلى النور من خلال البحث عن داعمين للمشروع والذي ظل يعمل عليه لأشهر طويلة حتى بدأ العمل اليوم السبت.

وكمرحلة أولى سوف يستفيد منه عدد 11000 أرملة ويتيم ومطلقة بدعم من فاعلي الخير، ويستهلك قرابة 15كيس من الدقيق (750كيلو دقيق)، بشكل يومي وفق خطة إدارة المخبز الذي بلغت تكلفة إنشائه أكثر من 400 مليون ريال يمني.

 

ويقول متطوعون في مشروع "زاد الخير" الخيري، إن" الفكرة جاءت خلال فترة انقطاع الغاز المنزلي، وارتفاع أسعار الدقيق بشكل جنوني جراء انهيار العملة الوطنية (الريال اليمني) أمام العملات الأجنبية".

وأضافوا لـ"المصدر أونلاين" ان المخبز أُسس لتوفير الخبز للمحتاجين والفقراء من الأسر التي لا تجد من يعولها (أيتام، أرامل) بالإضافة الى الأسر المعوزة في محافظة إب.

وبحسب المتطوعين فإن عدد الأُسر التي قد تم تسجيلها والتأكد منها 5 ألف أُسرة (35ألف فرد) حتى اليوم السبت 4/4/2020، في المحافظة، مشيرين إلى أن "مخبز زاد الخير"، سيكون استثماري أيضاً إلى جانب عمله الخيري، وذلك لتغطية احتياجاته من مواد، نفقات تشغيلية.

وأوضح أحد المتطوعين أن العديد من أصحاب المطاعم والبوافي والبقالات وافقوا على التعامل مع المخبز وشراء الخُبز بنفس السعر المتعارف عليه بأي مخبز استثماري وبجودة أحسن، مضيفة أن الفكرة لاقت إستحسان الجميع، بعد زيارة محلاتهم، وتوضيح فكرة المشروع لهم، وكيفية مساهمتهم بالخير دون أي خسارة.

وأشار المتطوعين الى أن إدارة المخبز لديها خُطة لافتتاح أكثر من مخبز في مناطق أخرى بالمحافظة خلال الفترة المقبلة، وذلك لتغطية أكبر قدر ممكن من الأسر المحتاجة والمتضررة من الحرب، بالإضافة الى النازحين.

ومنذُ اشتعال الحرب المستمرة الذي فرضتها ميليشيا الحوثي الإنقلابية قبل 5 سنوات، استقبلت محافظة إب الواقعة وسط اليمن مئات الآلاف من الأسر النازحة من محافظات الحديدة، تعز، الضالع.

ووفق تقارير محلية فإن محافظة إب(خاضعة لسيطرة الحوثيين) ضمن أكثر خمس محافظات نزوحاً إليها إلى جانب مأرب، تعز، وعدن، وصنعاء.

ويفوق عدد النازحين داخل اليمن عن أربعة ملايين يمني، موزعين على أكثر من 12 محافظة يمنية، أغلبها في محافظات تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية.

وبحسب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 13 يناير 2020 فإن نحو 80 بالمئة(24 مليون شخص) من اليمنيين بحاجة إلى دعم لإنقاذ الحياة.

وخلال الأعوام الماضية افتتحت محافظات يمنية أُخرى مخابز خيرية، لكن بعضها اضطرت إلى الإغلاق، نتيجة شحة الدعم، وهذا ما يخشاه المتطوعين في مخبز"زاد الخير".

وحتى اللحظة لم يتقاضى أكثر من مليون موظف حكومي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم منذ توقفها في سبتمبر/ أيلول عام 2016.

وبحسب الأمم المتحدة فإن سكان اليمن يعتمدوا على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظّمات الدولية العاملة في المجال الإنساني منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات.