باب المندب

روسيا تسعى للعودة إلى باب المندب.. وحروب النفط تعزز لديها هذه الرغبة

قال مركز دراسات يمني، إن عودة الدب الروسي إلى مكان تأثيره السابق إبان حقبة الاتحاد السوفيتي بالقرب من باب المندب والقرن الإفريقي وبالقرب من ممرات التجارة الدولية وخطوط نقل الطاقة لم يعد حلما، بل استراتيجية تسعى موسكو إلى تحقيقها بأقل كلفة.

وأشار تقرير صادر عن مركز أبعاد للدراسات نُشر يوم السبت، إلى أن موقع اليمن الاستراتيجي على مضيق باب المندب يأتي مصدراً للرؤية الروسية بخصوص المنطقة، مؤكداً على أن اليمن عنصر لا غنى عنه في طموحات الكرملين المتنامية في جميع أنحاء منطقة الساحل، عبر البحر الأحمر وعودتها إلى جزيرة سقطرى.

واستعرض التقرير العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا، مروراً بنهاية الحرب الباردة حين تخلت موسكو عن قواعدها جنوب اليمن، وفقدت التأثير الجيوسياسي في المنطقة لصالح أمريكا، وصولا الى عام 2009 عندما تحدث مسؤول عسكري روسي عن رغبة بلاده بإنشاء قاعدة عسكرية على مقربة من مضيق باب المندب، والذي يعد إشارة البداية لحلم العودة.

ونوه التقرير إلى الدور الذي تلعبه اليمن في خطة روسيا التي قدمتها في منتصف 2019 للأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي.

وأشار الى "حرب النفط بين السعودية وروسيا" والتي قال إنه لا يبدو أن مؤشرات اتفاق سريع ينهي الأزمة، لذلك قد تتحول إلى محاولة تأثير متبادل بين الدولتين في مناطق النفوذ الرئيسية لِكليهما من أجل تعميق الخسائر. 

وأضاف: لن تجد موسكو تأثيراً على صادرات السعودية من النفط أفضل من التواجد الكبير في باب المندب، وربما مد اليد إلى جماعة الحوثيين التي أعلنت سابقا أنها استهدفت عملاق النفط السعودي أرامكو بالصواريخ، لكن هذه التوقعات لن تكون أقوى من التواصل الذي اصبح مباشرا مع المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات في جنوب اليمن.

وتطرق التقرير الى محاولات موسكو للحصول على قاعدة عسكرية في القرن الأفريقي حيث تتواجد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وبريطانيا) لكنها فشلت، وتبدو اليمن منطقة استراتيجية إذا ما تمكنت من الحصول على تلك القاعدة لتلحق بالقوى الغربية.

وتوقع التقرير تدخلاً روسيا لصالح الإمارات في الجنوب عبر شركات أمنية وعسكرية غير رسمية في وضع شبيه بما يحدث في ليبيا، وقال إن "أبعاد" حصل على معلومات تفيّد بأن أبوظبي عرضت على موسكو، قاعدة عسكرية بحرية في "عدن أو سقطرى أو ميناء الشحر في حضرموت أو في ميناء المخا التابع لتعز غربي البلاد" مقابل المضي قُدماً في تحقيق الخطة الإماراتية على الأرض، ودعم حلفاءها. 

وأشار الى شدة حاجة روسيا إلى هذا الوجود مؤخراً خاصة مع "حرب أسعار النفط الأخيرة" التي أعلنت عنها السعودية لإجبار موسكو على الرضوخ بتقييد انتاج النفط.

وتوقع التقرير أن تسعى روسيا الى تحقيق استراتيجيتها حالياً من خلال شركات أمنية وعسكرية غير رسمية مع الضغط لإيقاف الحرب تمهيداً للتواجد العسكري المباشر.