عيد الحب

مخلفات الفالنتاين.. ما الذي يحدث لزهور عيد الحب التي لم تُبع؟

يمثل عيد الحب أشياءً متباينةً لمختلف الأشخاص، فقد يمثل الحب، أو نزعة الاستهلاك، أو تناول شوكولاتة عند الفطور.

ولكن بالنسبة لقطاع صناعة الورود يُعدّ بمثابة عيدٍ وطني، ويكون الطلب على الورود أعلى من أي وقت آخر، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

تنتعش تجارة الورود خلال موسم عيد الحب، فمن بين ملايين الأمريكيين الذين أنفقوا 24.7 مليار دولار على هدايا عيد الحب هذا العام، اشترى 37% منهم الورود. 

وهذا العام، أخبرت شركة الطيران التشيلية Latam Cargo شبكة CNN بأنها نقلت أكثر من 12,600 طن من الورود التي تنمو في كولومبيا والإكوادور إلى الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا، وهي كمية أكبر بنسبة 45% مقارنة بالعام الماضي 2019.

لكن من بين ملايين البراعم والزهور التي غمرت محال الورود ومحلات البقالة في عيد الحب هذا العام، لم ينتهِ المطاف بها جميعاً في غرفة معيشة أحد الأشخاص. فما الذي يحدث إذاً لباقات الورود التي لم يقع عليها الاختيار؟

يُجرى التبرع بها

هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقبل باقات الورود غير المبيعة من محال الزهور، وتعيد توظيفها وتتبرع بها مرة أخرى.

ويمكن ضرب مثال بجمعية Random Acts of Flowers غير الربحية، التي تتبرع بباقات الزهور لدور رعاية المحتضرين أو مؤسسات الرعاية المعيشية لكبار السن. قالت كريستينا ساير، مسؤولة التسويق والاتصالات بجمعية Random Acts of Flowers، إن عيد الحب هو المكافئ غير الربحي لـ Super Bowl.

هناك 3 فروع للجمعية الخيرية في جنوب ووسط غرب الولايات المتحدة، التي يستقبل كل منها كل شهر ما بين 5000 إلى 6000 باقة من الزهور. قالت كريستينا إن هذا الرقم من المرجح أن يتضاعف هذا الشهر بحساب التبرعات التي تصل بعد عيد الحب.

تُستخدم للتعليم

يتدرب في الغالب بائعو الزهور تحت التدريب على الباقات المُتبرع بها.

يقبل Bewilder Floral، وهو مشروع مستدام للزهور وبيعها في كاليفورنيا، الزهور المستعملة لتعليم الطلبة كيفية تصميم الباقات. ويمكن لمجتمعات البستنة المحلية أن تقبل الزهور المستعملة لقطعها وتجفيفها لحفظها مضغوطة بين صفحات.

تُلقى في القمامة

غالباً ينتهي المطاف بباقات الزهور الذابلة في القمامة. فلن تنمو البذور التي تسقط من الزهور الملقحة في القمامة، نظراً إلى أن الضوء محجوب والتربة غير صالحة. وتُساعد الزهور التي تُلقى في المقالب في الإسهام في زيادة الغازات الدفيئة.

تُحوَّل إلى أسمدة

ذكرنا سلفاً أنها تساعد في زيادة الغازات الدفيئة، إلا إذا جرى تحويلها إلى أسمدة! بمجرد قطعها، لا تبقى الورود مزدهرة ومعطرة لوقت طويل. لكنها تتحلل بيولوجياً بشكلٍ طبيعي، وتحاول جمعيات غير ربحية مثل  Random Acts of Flowers تحويلها إلى أسمدة بنفس القدر الذي تتبرع به.

قالت كريستينا إن المتطوعين يستخدمونها جميعاً، فكل ما لا يرقى للعرض يجري تحويله إلى سماد ويُتبرع به لشركات تنسيق الحدائق المحلية والعاملين في البستنة.

وأوضحت: “بدون (الجمعية الخيرية)، من شأن تلك الزهور غير المبيعة في المتاجر في مجتمعاتنا أن تُلقى في مقالب القمامة”.

عند وضع الزهور في المزهرية، لن تفوح رائحتها الجميلة التي تمتعت بها قبل قطفها. لكنها ستُحسِّن جودة التربة إذا استخدمت سماداً، فضلاً عن تقليل كمية التوكسينات الضارة في التربة والهواء. وربما قد نمت زهور باقتك لعيد الحب هذا العام بفضل تربة مُسمّدة بزهور العام الماضي.