البضائع الاماراتية

كيف وقعت أبوظبي في شر أعمالها.. تزوير "كيف" السعوديين يوقظ الشعب ضد جرائم الإمارات (شاهد)

ليوم الرابع، يتواصل زخم الحملة الإلكترونية التي أطلقها مغردون سعوديون على مواقع التواصل الإجتماعي، وبشكل خاص على موقع "تويتر" الشهير، تحت هشتاج #مقاطعة_المنتجات_الاماراتية، والتي كانت قد وصلت إلى الترند العالمي منذ اليوم الأول لإطلاقها.
 
وبحسب ما ذكر ناشطون سعوديون على تويتر، فإنهم تفاجئوا بحذف التاق المذكور من الموقع بمجرد وصوله إلى قائمة الترند العالمي، بعد أن حظى بتفاعل كبير من المغردين في السعودية وشارك معهم لاحقا مغردين آخرين من دول خليجية وعربية أخرى.
 
وبسبب الحذف أضطر المغردون إلى تغيير التاق إلى آخر اقتصر فقط على كلمة #مقاطعه. لكن الوسم الأول لم يتوقف العمل عليه نهائيا، حيث استمر- إلى جانب الجديد أحيانا- ليعود مجددا إلى الواجهة بقوة وسرعة كبيرة، ليتصدر الترند في السعودية ودول الخليج، لليوم الرابع على التوالي.
 
وأعتبر ناشطون أن محاولة انهاء الوسم بحذفه، يدل على أنه حقق أهدافه وأزعج الإماراتيين الذين يخشون أي هزة اقتصادية جديدة تعمل على زيادة تضعضع الوضع الاقتصادي للبلاد.
 

حملة غير مسبوقة

ونجحت الحملة في لفت إنتباه الحكومة السعودية وحكومات خليجة أخرى، مثل الكويت وعمان. حيث أصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية الأربعاء الماضي (11 ديسمبر)، بيانا بشان مشكلة السجائر المغشوشة، وذلك بعد شهر من بداية المشكلة. ما جعل البعض يعتبر ذلك نجاحا لحملة مقاطعة المنتجات الإماراتية.
 
فيما تجاوبت "الهيئة العامة للغذاء والتغذية" الكويتية مع الحملة، التي شارك فيها كويتيون طالبوا من حكومتهم النظر إلى المنتجات الاماراتية المغشوشة المنتشرة في السوق الكويتية وضرورة فحصها. وقالت الهيئة إنها باشرت "أخذ عينات احترازية من مواد غذائية تردد أنها مقلدة".
 

 
  ولم يستمر التجاهل الإماراتي كثيرا. إذ أضطرت حملة المقاطة الألكترونية، ما تسمى "هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس"، إلى اصدار بيان توضيحي حول المشكلة، يوم أمس الجمعة، بعد ثلاثة أيام من التجاهل..!!
 
حيث اكدت الهيئة أن المنتجات المتداولة في أسواق دولة الإمارات، والتي يتم تصنيعها أو استيرادها، مطابقة للمواصفات القياسية الإماراتية والخليجية المعتمدة..".
 

 

خلفية الحملة.. (السيجارة المغشوشة)

وجاءت الحملة بعد نزول سيجارة جديدة للأسواق السعودية قبل شهر تقريبا، وأكتشاف المدخنون انها مغشوشة بعد لمسهم وجود تغيير في طعمها، ليكتشفوا لاحقا أن المنتوج الجديد لهذا النوع من التبغ تم تصنيعه في دولة الإمارات. الأمر الذي جعل السعوديين يتفحصون بقية المنتجات الأخرى الموردة عبر دولة الإمارات، والتي أظهرت تغريدات الناشطين الكثير منها مغشوشة ومزورة..
 
وكتب المهندس السعودي سلطان الطيار، تغريدة قال فيها: "كنت أظن المنتج المغشوش الدخان فقط حتى فوجئت بمنتجات أخرى مزورة وفاسدة تغزوا السوق، لا أول لها ولا آخر..". وأضاف: "بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، أي منتج يبدأ بـ629 لا تقتنيه لصحتك ولنفسك ولاطفالك".
 

 
وأنتشرت صور الباركود (629)، الخاص بمنتجات دولة الإمارات، على نطاق واسع بين المغردين في الحملة، بهدف تحذير المستهلك من اقتناء أي منتج يحمل هذا الرقم، خصوصا مع انتشار منتجات أخرى معروف أنها غير إماراتية، لكنها تحمل رقم الباركود الإماراتي..!! الأمر الذي استغرب منه مغردون وطالبوا بتوضيحات..!!
 
 
"جبل علي" أمبراطورية الغش 

وعلى إثر ذلك، استعاد ناشطون، من الذاكرة، تقريرا استقصائيا كان نشره موقع دوتشيه فيللا الألماني (DW) في وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، يقدم تفاصيل حول السجائر المقلدة والمهربة التي يتم تصنيعها في الإمارات، وتأثيرها الأقتصادي على دول الإتحاد الأوروبي.

 
وكان التقرير، الذي نشره الموقع المذكور في 22/10/2019 باللغة الإنجليزية، كشف طرق التلاعب بالمنتجات المصنعة في السوق الحرة بمنطقة "جبل علي" بإمارة دبي، والتي تحولت إلى سوق عالمية لصناعة وتهريب المنتجات العالمية المقلدة.
 
وتضمن التقرير كما هائلا من المعلومات التفصيلية المعززة بالأرقام المهولة في هذا الجانب. إلا أن ما هو أكثر أهمية، بالنسبة لمشكلة الغش والتصدير، هو تأكيده على أن: "الكثير من السلع التي يتم إنتاجها هنا (في جبل علي)، تُصّدَر فوراً، دون أن تمر أبدًا في السوق المحلية لدولة الإمارات".
 
وتعزز هذه الجزئية من التقرير، مخاوف الكثير من السعوديين، خصوصا مع اكتشافهم وجود بعض المنتجات مكتوب عليها عبارة: "هذا المنتج غير مناسب للاستخدام في دولة الإمارات"، وإردافها بكلمة "للتصدير فقط"..!!
 

 
وهو ما أثار استهجان الكثير من المغردين السعوديين، اللذين استنكروا تحول بلادهم إلى مكب نفايات للإمارات، حسب وصف بعض الناشطين.
 
وكتب الناشط السعودي تركي الشلهوب: "الإمارات أغرقت السوق السعودي بسجائر مغشوشة تحتوي على مبيدات حشرية، وفي نفس الوقت تمنع تداول هذه السجائر في السوق الإماراتي، وتأتي بأفخر وأجود أنواع السجائر لمواطنيها.. شاهدوا". وأرفق تغريدته بفيديو يظهر شخصا يقوم بتوضيح الفرق في جودة السجائر التي يدخنها الإماراتيون.  اضغط هنا لمشاهدة الفيديو


 
وأشار تقرير (DW) إلى أن هناك أكثر من 20 مصنعا في السوق الحرة بـ"جبل علي" بالإمارات، ينتج مليارات السجائر، مضيفا "ولا عجب، لطالما كانت تلك المنتجات تدر أرباحاً طائلة".
 
وجاء في التقرير- الذي ركز أكثر على تزوير وتهريب السجائر: تشير التقديرات إلى أن إنتاج السجائر في المناطق الحرة يبلغ 60 مليار سيجارة سنويًا...، لكن يُعتقد أن الإمارات هي الرائدة عالمياً في هذا المجال، وتحديداً في المنطقة الحرة في جبل علي، حيث يوجد أكبر تجمع صناعي للمناطق الحرة في العالم.
 
وكشف التقرير أن الإمارات، في عام 2018، صدّرت سجائر بقيمة ثلاثة مليارات يورو (3.34 مليار دولار، 12 مليار درهم)، "مما يجعل السجائر ثالث أكبر الصادرات غير النفطية للبلاد بعد الذهب والألومنيوم الخام".
 
واستدرك: "ولكن، وفقًا لوكالات دولية وتقارير عديدة، فإن معظم ما يتم إنتاجه في الإمارات العربية المتحدة يتم تهريبه إلى الأسواق الخارجية وبيعه بطريقة غير مشروعة بدون ضريبة".
 
وطبقا لتقديرات المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال (OLAF): يتسبب تهريب السجائر وغيرها من أشكال الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ في أوروبا في خسارة قدرها 10 مليارات يورو للاتحاد الأوروبي والميزانيات الوطنية كل عام.
 

لماذا السوق السعودية؟

ونشر مغردون سعوديون تغريدات، مع تسجيلات فيديو لبعض الناشطين وهم يتحدثون عن أسباب أكتظاظ السوق السعودية بالمنتجات الإماراتية المزورة أو متدنية الجودة. حيث أرجع المغرد السعودي خالد الحربي، ذلك إلى سببين أثنين؛ الأول: إعفاء الرسوم الجمركية؛ والثاني: تبديل بلد المنشأ..
 
واستنكر المغرد حسن الشهري أن يكون الاقتصاد الإماراتي ينمو على حساب جيرانهم، وغرد قائلا: "عطور مقلدة، أجهزه مقلدة، دخان مغشوش.. وكثير من الأشياء التي نقرأ عنها مغشوشة، الناس بلسان واحد تقول (جاي من دبي) أو من (جبل علي) مصيبة إذا كان اقتصادهم ينمو على حساب تصدير الغش لجيرانهم".
 
 

 
وأرفق الحربي مع تغريدته فيديو مسجل لسعودي وهو يشرح، بتفصيل أشمل، هاتين الجزئيتين. حيث أكد المتحدث أن البضائع التي تدخل بإسم الإمارات إلى السعودية معفية من الرسوم الجمركية..!!

وقال إن هذا يتسبب بحدوث تلاعب في البضائع على وجهين؛ الأول: تغيير اسم الدولة المنتجة إلى دولة الإمارات حتى تعفى البضائع من الرسوم الجمركية؛ الوجه الأخر: يتم استيراد بضائع من الصين، وفي جبل علي يتم تغيير الكرتون ويكتب عليه "صنع في أمريكا"، أو "صنع في فرنسا"..الخ، وتدخل السوق السعودية على هذا الأساس..!! لمشاهدة الفيديو أضغط هنا

 
حتى الأدوية

ولم يقتصر الزخم الكبير الذي اتسمت به الحملة على كشف الغش الإماراتي في السجائر والمنتجات الغذائية فحسب، بل بلغ حد كشف الغش في المنتجات الدوائية أيضا..!! وجاءت معظم المشاركات في هذا الجانب الحساس من جهة أكاديميين سعوديين وغير سعوديين.
 
ونشر الدكتور السعودي يوسف العولة، وهو استشاري صيدلة أكلينيكية  ودكتور جامعي بكلية الصيدلة، تغريدة أورد فيها معلومات إحصائية تقول إن "15 % من الأدوية في دول الاتحاد الأوروبي مغشوشة. و 73 % من الأدوية المغشوشة التي ضبطت في موانئ الاتحاد الأوروبي كانت موانئ الإمارات آخر محطة عبور لها".
 
وأضاف: أعلم أن نشر هذه المعلومة سيزعجني جداً كوني متخصص"، مستدركا: "الامارات لديها مشكلة فعلية ويجب عليها أن تسارع بالتخلص منها".
 
وشارك الدكتور بدر الجهني، وهو أستشاري واستاذ مساعد علم الأدوية الأكلينيكي، بتعليق  باللغة الانجليزية، قال فيه إن "أحد أسباب انتشار الأدوية المقلدة والأدوية المتدنية هي مناطق التجارة الحرة مثل دبي وهونج كونج وغيرها".
 
وطالب الدكتور هزاع أباقرين، وهو أكاديمي سعودي يشغل استاذ مناهج وطرق تدريس الاجتماعيات المشارك - جامعة أم القرى، بمحاسبة كل من له علاقة بدخول المنتجات المغشوشة
 

 

احتقان متبادل

وجعلت الحملة الكثير من السعوديين يفرغون ما بجعتهم ضد الإمارات بدون أي تحفظات، ما يشير إلى وجود احتقان وصل مداه مع جارتهم التي اعتبرها البعض تستهدف الشعب السعودي بشكل مقصود.
 
وتداول مغردون فيديوهات قديمة تكشف بعض ما تعرضت له المملكة من استهداف من قبل جارتها المخادعة. وكان أهمها اعادة نشر فيديو سابق لكشف الجمارك السعودية شحنة حبوب مخدرة (10 مليون حبة كبتاجون ممنوع) داخل شحنة بطاط في منفذ البطحاء السعودي. لمشاهدة الفيديو أضغط هنا.

 
ونشر آخرون فيديو يكشف شحنة حمص منتهية الصلاحية دخلت السعودية على أنها صناعة عمانية، غير أن الباركود الموجود عليها يكشف أنها صنعت في الإمارات. للمشاهدة أضغط هنا

 
وردا على الحملة، هاجم مغردون إماراتيون السعودية وشعبها، فيما اتهم أخرون دول وأطراف ثالثة، خليجية وعربية، بتبني الحملة.
 
وهاجم الاماراتي ناصر الشيخ حملة المقاطعة التي وصفها بـ"الاستعباط" و"الحملة الطفولية"، متهما من قاموا بها أنهم منزعجين من النجاح الذي حققته بلاده (الإمارات)، واعتبر "الموجات المغرضة سلاح البائسيين الذين لا قدرة لهم على مجارة من يسبقهم".
 
في حين أبدى الإماراتي منصور خلفان سخريته من السعوديين، قائلا لهم: "أحمدوا ربكم توصلكم منتجات على حجمكم وتناسب وضعكم، وإلا قاطعوا وعيشوا على التمر".
 

 
وجاءات ردود بعض السعوديين غاضبة من تلك السخرية والاستهزاء الاماراتي بهم، بينما اتسمت بعض الردود بالهدوء والحصافة.
 
إلا أن المغرد العماني زكريا المحرمي، أعتبر المقاطعة عبر الهشتاج المذكور بأنه "يكشف متغيرا اجتماعيا عميقا في المنطقة، وينبئ بتحولات كبرى في خارطة التحالفات السياسية..
 

 
وسبق أن تبنى ناشطون يمنيون حملة الكترونية لمقاطعة المنتجات الإماراتية مطلع شهر سبتمبر الماضي، والتي جاءت ردا على الانتهاكات الإماراتية ضد اليمنيين، وذلك عقب الضربات الجوية الإماراتية التي طالت الجيش اليمني المرابط على تخوم عدن من الجهة الشرقية على حدود محافظة أبين.