قوات عسكرية إماراتية

حصري.. تفاصيل جديدة عن خطة إماراتية لتقسيم تعز

أشرف الفلاحي- عربي21

كشف مصدر يمني خاص عن تفاصيل جديدة عن خطة الإمارات لتقسيم محافظة تعز وإنشاء إقليم "المخا" على سواحلها المطلة على البحر الأحمر.

وقال المصدر وهو مسؤول عسكري بمحور تعز العسكري إن الإماراتيين وضعوا آليات عدة للتمهيد لخطة "تقسيم محافظة تعز" التي تنطلق من فصل الريف الغربي ومحوره "مديرية الحجرية" ليكون ضمن إقليم "المخا" الممتد من باب المندب مرورا بذوباب وموزع والوزاعية وصولا إلى مدينة المخا غربا على البحر الأحمر.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه، أن أبوظبي تعمل بكل جد على هذا المخطط وفق مسارين يتمثل الأول في "خلق فوضى أمنية شاملة وصدام بين القوات الحكومية في مديريات الحجرية"، لتمكين حلفائها المحليين الذين زودتهم بالمعدات والأسلحة بالانتشار والتموضع عسكريا.

 فيما يتم إعداد قوة أخرى، من خارج هذه المناطق للتدخل كقوة إسناد في حال تم إفشال هذه المخطط، بحسب المصدر.

وتابع بأن مديرية الحجرية، في الجنوب الغربي من المركز الإداري لتعز، تمثل الثقل العسكري للمدينة برمتها، ولذلك، تهدف الخطة "قضم الريف التعزي"، قبل الانقضاض على المدينة لإضعاف جيشها، وهو السيناريو الذي جرى في مدينة حلب السورية.

وأشار إلى أن هذه الفوضى التي يراد لها أن تكون عارمة، تتزامن مع تنفيذ عمليات اغتيال، ونشر عصابات تقطع، لإرباك الحالة الأمنية بشكل كلي، حتى تصل قوات الجيش والأمن لحالة من الإنهاك شبه التفكك والانهيار.

 

ويؤكد المصدر أنه ليس أمام السلطات الأمنية والعسكرية في تعز، من خيار بعد ذلك، غير الانزلاق في الفوضى أو الموت جوعا حتى الاستسلام، بعد تشديد الحصار على المدينة، لكسر مقاومتها، من جهة الجنوب والغرب، وهو المنفذ الوحيد الخاضع لقوات الجيش باتجاه مدن جنوب البلاد، كما هو مرسوم في الخطة.

ووفقا للمصدر العسكري في قيادة الجيش بتعز فإن آلية خنق تعز التي وضعها الإماراتيون سيتكفل بها ثلاثة أطراف "الحوثي" من جهة الشمال والشرق، وما يسمى "المجلس الانتقالي"، من جهة الجنوب، بينما "طارق صالح"، نجل شقيق صالح، من جهة الغرب، لافتا إلى أن الخطة تضمن عمل مجموعة من المعابر نحو المدينة للتخفيف من وطأة حصار المدينة، تزامنا مع قطع رواتب الجيش وتأخير رواتب الموظفين في القطاع الإداري المدني بشكل متعمد، بالإضافة إلى "تقليص أنشطة المنظمات الإغاثية إلى أدنى حد ممكن.

وكانت "عربي21" قد كشفت نهاية الشهر الماضي، عن ترتيبات إماراتية لتقسيم مدينة تعز، وفصلها عن ساحلها الممتد من باب المندب وصولا إلى مدينة المخا الاستراتيجية.

وتهدف الخطة الإماراتية وفقا لمصدر عسكري مسؤول في تعز إلى "وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز" في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".

"ترك تعز المدينة للحوثي"

أما المسار الثاني من الخطة، بحسب المصدر العسكري فيتحدد في "ترك مدينة تعز للحوثيين بعد حصارها من الجهات الأربع، وعقب الاستفراد من قبل الإماراتيين وحلفائهم بالحجرية كون المدينة لا معنى لها دون هذه المنطقة الاستراتيجية في الريف الغربي.

وذكر أن هناك حالة من الاستقطاب الحاد تقوم بها الإمارات في مناطق الريف ضمن خطة تقسيم تعز، في مسعى لتحييدها عن القتال ضد الحوثيين، بناء على تفاهمات أجرتها مع الجماعة عبر وسطاء إيرانيين.

واستطرد قائلا إن هذا التوجه الإماراتي في تعز سيتيح للحوثيين "مساحة حركة قتالية ممتدة من حيس في الحديدة إلى البرح ومقبنة للحصار غربا، وإسقاط وادي المقاطرة شرقا، ومن ثم تقطيع الأوصال كسيناريو مشابه تماما لما حدث في "الغوطة" بسوريا".

وأكد المصدر أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها قيادة الجيش في تعز تفيد بأن هناك ترتيبات عسكرية حوثية لرمي كل ثقلهم على المدينة، بعد تخفيف حدة المواجهات مع مقاتلي الجماعة في بعض الجبهات، بناء على تفاهمات مع الإماراتيين وحلفائهم.

وبالتوازي مع التحركات الحوثية، ستبدأ الإمارات بخطتها أيضا، يوضح المصدر اليمني، والتي تستهدف إلى جانب "الهيمنة والتحكم" تنفيذ عملية "اجتثاث واسعة للقوى الثورية كحالة انتقام وضمن اتفاق تسليم هذا النطاق لقوى يتفق عليها ضمن ترتيبات الحلول أو بقاء الحوثي"، لكن بقوى محلية تتفاهم عليها إيران والإمارات.

وحذر المصدر من مساع إماراتية لتوظيف مقتل قائد اللواء 35 مدرع، عميد ركن، عدنان الحمادي، الأسبوع الماضي، في مسقط رأسه، جنوب تعز، الذي ينتظر الجميع نتائج لجنة التحقيق المشكلة من الرئاسة اليمنية، عقب الحادثة.

ومطلع الشهر الجاري، اغتيل قائد اللواء 35 مدرع، المتمركز في مديرية الحجرية، العميد، الحمادي، على يد شقيقه، بحسب الروايات المتداولة، وسط تضارب بشأن تفاصيل مقتله.