درون

من يمتلك السماء يفز بالحرب.. كيف غيّرت جيوش الطائرات المسيرة المعادلة في الشرق الأوسط؟

ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن الطائرات المسيرة باتت جزءا من الحرب الحديثة، وتمكنت من تغيير المعادلة أمام الدول التي أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على الطائرات الحربية ضمن مفهوم "امتلاك السماء، الفوز بالحرب".

وتشير الصحيفة إلى أن تلك الطائرات المسيرة الرخيصة الثمن غيّرت المعادلة بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط.

فخلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، أحدثت الطائرات المسيرة (من دون طيار) تأثيرا كبيرا في العراق وسوريا ولبنان.

وكان آخر غاراتها ربما على منشأتي نفط في السعودية السبت الماضي مسببة خفض إنتاج نفط الرياض إلى النصف و7% من الإمدادات العالمية، دون أن تتسبب في إطلاق صفارات الإنذار، ويبدو أنها تمكنت من تجنب أنظمة الإنذار الجوي الأكثر تقدما في المنطقة.

وتقول غارديان إن الطائرات المسيرة أصبحت الآن جزءا لا يتجزأ من قائمة الجيوش الأكثر تطورا في المنطقة، إلى جانب الطائرات الحربية.

واللافت أيضا أن جهات غير دولية باتت تتملّكها قناعة بنجاعة هذا الطيران الذي يصعب اكتشافه ويمكن استخدامه كأسلحة في الحرب.

فالجيش الإسرائيلي يتسلح بأحدث الطائرات الحربية والأسلحة الدقيقة، لكنه تحوّل إلى أسطول الطائرات المسيرة لضرب أهداف في سوريا.

والعامل الأساسي الذي دفع القادة الإسرائيليين -وفق الصحيفة البريطانية- لاستخدام هذا النواع من السلاح هو قدرته على تجنب أجهزة الرادار، وبالتالي إنكار الاتهامات لهم بالوقوف خلفها، في محاولة لتجنب الحرب المفتوحة مع إيران.

طهران من جانبها أدركت نقطة قوة خصومها، فعززت من أسطولها من الطائرات المسيرة، بما فيها نسخة أميركية متطورة بعد أن جلبت إلى أراضيها طائرة مسيرة أميركية قبل أربع سنوات.

وتضيف غارديان أن من وصفتهم بوكلاء إيران في المنطقة باتوا يستخدمون هذه الطائرات المسيرة بشكل متزايد، مشيرة إلى أن الحوثيين في اليمن شنوا غارات في العمق السعودي أكثر من مرة ولمسافة تصل إلى 700 كيلومتر.

وتختم بأن الغارات بالطائرات المسيرة على مواقع إستراتيجية (نفطية) على السعودية هي بمثابة تحذير إستراتيجي واضح بأن عصر تفوق الطائرات الحربية قد انتهى، وهو ما يجب أن تأخذه الولايات المتحدة في الاعتبار ولا سيما أن نفوذها على السماء في المنطقة بات يتراجع، وفق تعبير الصحيفة.

المصدر : غارديان