قوات عسكرية تابعة للحكومة اليمنية

السبب خلف تصاعد هجمات الحوثيين على "الحدود السعودية".. وحقيقة التقدم الحاصل

معاذ أحمد- المصدر أونلاين

تصاعدت حدة المعارك والمواجهات في جبهات الجوف وصعدة وحجة، بالتزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية على الحدود السعودية، وتهديداتها المتكررة بنقل الحرب إلى داخل المملكة، وتقليل الأخيرة من قدرات الجماعة، مع اعترافها بخطورة الطيران المسير، وسقوط قتلى في صفوف قواتها بالحدود.

 

وأعلنت القوات التابعة للحكومة (المعترف بها)، السبت،  تحريرها مزارع وقرى بمساحة 10 كيلومتر مربع، بين مديرتي حرض وميدي، التابعة لمحافظة حجة، (شمال غرب اليمن) والمحاذية لإمارة جازان السعودية.

 

ووصف قائد القوات المشتركة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، الامير فهد بن تركي بن عبد العزيز، بـ"الانتصارات الكبيرة" وذلك في اتصال هاتفي مع قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، قال موقع الجيش أنه أشاد في الاتصال بتحرير تلك القرى والمزارع شمال حجة.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية وموقع سبتمبر نت، أن قوات الجيش نفذت عملية نوعية يوم الأثنين، بمحيط مركز مديرية رازح، غرب صعدة، (شرق جازان)، أسفرت عن تدمير آليات ومقتل عناصر للحوثيين.

 

وتحدثت عن عمليات نوعية نفذتها القوات الحكومية في محيط مركز مديرية باقم، شمال صعدة، المحاذية لمنطقة عسير السعودية، وقصف مدفعي استهدف تجمعات للحوثيين في مديرية كتاف شرق المحافظة، قبالة إمارة نجران.

 

وأكدت الوكالة وموقع الجيش، أن العمليات التي نفذت يومي السبت والأحد، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر الحوثيين وتكبيدهم خسائر في العتاد والسلاح.

 

وشنت طائرات التحالف العربي، خلال الثلاثة الايام الماضية، غارات على مواقع مفترضة للحوثيين، جنوب قرية الدشاولة غرب مديرية عبس، بحجة، وغارات أخرى استهدفت، تجمعات للمليشيا الحوثية فوق سلسلة مرتفعات جبال العاديات الواقعة على تخوم مركز مديرية كتاف، شرق صعدة.

 

وبحسب موقع الجيش التابع للحكومة الشرعية، فإن تلك الغارات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الحوثيين، وتدمير آليات قتالية بينها رشاشين عياري 21، و14.5، وأطقم عسكرية.

 

انتصارات مغايرة

 

لكن جماعة الحوثي وحكومتها بصنعاء (غير معترف بها) نفت عبر إعلامها الخاص والرسمي الخاضع لسيطرتها، تحقيق قوات الحكومة والتحالف أي انتصارات تذكر في حجة وصعدة، مؤكدة في عدة أخبار نشرتها قناة المسيرة، صد مسلحي الجماعة هجمات (زحوفات) في صحراء ميدي وقبالة منفذ الخضراء بكتاف، وفي مديرية باقم قبالة منطقة عسير.

 

وذكرت القناة التابعة للحوثيين والتي تبث برامجها من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت،  أن هجمات وعمليات عسكرية ومحاولات تقدم نفذتها قوات العدوان والمرتزقة (قوات الحكومة والتحالف) باءت بالفشل، وتم كسرها في حدود عسير ونجران وجازان.

 

وأشارت وسائل إعلام الجماعة المسيطرة على المناطق اليمنية الأكثر كثافة وسط وشمال وغرب اليمن، تحقيق مقاتليها انتشارات كبيرة في عمليات ما وراء الحدود، في إشارة للحد الجنوبي للسعودية مع مناطق شمال اليمن.

 

وزعم الحوثيين سيطرتهم على عشرين موقع في  في جازان ونجران وعسير، منها مواقع في جبل الدود بحدود جازان مع صعدة، وجبل النار الممتد من محافظة حجة إلى محافظة الطوال بجازان، فضلا عن اقتحام مواقع سعودية في نجران، وتدمير آليات قبالة موقع السديد وجبل قيس.

 

وعرضت قناة المسيرة مشاهد مصورة قالت أنها لعمليات اقتحام بحدود السعودية وصد هجمات وزحوفات التحالف والحكومة، مؤكدة مقتل أكثر من عشرين جندي سعودي وآخرين من القوات الحكومية.

 

وفي محافظة الجوف المحاذية لنجران (شمال صعدة) قالت جماعة الحوثي أن ملسشياتها أطلقت عدة صواريخ وهاجمة مواقع وتجمعات للقوات الحكومية في مديريات خب والشعف (شمال) والغيل (جنوب) المحافظة، مشيرة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عربات عسكرية واغتنام أخرى هناك.

 

إغلاق المطارات

 

وأعلنت جماعة الحوثي، الأحد، استهدافها لمطار جازان الدولية، بطائرات مسيرة، وذكر وكالة سبأ الخاضعة للجماعة أن الهجمات بالطيران استهدفت مرابض ومحطات الطائرات السعودية المشاركة في العدوان على اليمن ومنها طائرات بدون طيار.

وسبق أن أكد الحوثيون، الأربعاء الماضي، السيطرة على عشرين موقعا عسكريا للجيش السعودي في نجران. 

 

ولم يصدر أي تعليق من التحالف على مزاعم الحوثيين. وأوخر الشهر الماضي قال التحالف إنه اسقط طائرة مسيرة للحوثيين، محملة بالمتفجرات، كانت متجهة نحو مطار جازان، وهو ذات الأمر الذي تكرر أمس حيث أعلن التحالف إسقاط طاذرتين مسيرتين كانتا متجهتين نحو خيس مشيط.

 

وعلى مدى شهر رمضان المنصرم، شنت جماعة الحوثي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية، وأسفرت إحدى الهجمات الحوثية بسبع طائرات مسيرة، عن تفجير وأضرار بمحطة لنقل النفط وخطوط نقل الطاقة تابعة لشركة ارامكو السعودية، أوقفت بسببها المملكة تصدير النفط من واحد من أهم خطوط نقل النفط الخام في البلاد.

 

وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها للمفاوضات، محمد عبدالسلام”، إن "مطارات دول التحالف باتت في مرمى النيران، واعتبر إغلاقها أو إصابتها بالشلل هو أقرب الطرق لفك الحصار عن مطار صنعاء".، مشدداً في تغريدة له الأحد، "أن إغلاق مطار صنعاء الدولي لا يمكن السكوت عليه إلى ما لا نهاية".

 

وذكرت قناة المسيرة في خبر عاجل، بوقت متأخر أمس الإثنين، أن طائرات التحالف شنت أكثر من عشر غارات على مواقع في ميدي وحرض، دون تفاصيل عن الأهداف التي استهدفها الطيران.

وبعد دقائق نشرت القناة خبراً عاجل، عن تنفيذ طائراتها المسيرة، من طراز قاصف 2k، عمليات جوية على قاعدة الملك خالد الجوية، بمدينة خميس مشيط بمنطقة عسير.

 

اعتراف بسقوط قتلى

 

وتقلل السعودية، من أهمية مزاعم الحوثيين وما ينشروه عن انتصارات واحتلال مواقع في الحدود، وتعلق المملكة عبر حسابات شبة رسمية في مواقع التواصل، على مزاعم الحوثيين، وتعتبرها محاولات لصنع انتصارات وهمية عبر مشاهد وأخبار ممنتجة ومفبركة.

ورغم التقليل من هجمات الحوثيين البرية في الحدود، أعلنت السعودية مقتل اثنين من جنودها في مواجهات بحدودها مع اليمن.

 

وذكرت وكالة "واس" الرسمية، أن الأمير محمد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة جازان، نقل تعازي العاهل السعودي وولي عهده، يوم الأحد، لعائلة كلاً من: وكيل الرقيب، أحمد بن عبده جاري، وجندي أول حسن الجابري، من منسوبي القوات البرية، قتلا دفاعاً عن الوطن في الحد الجنوبي بمنطقة جازان.

 

وفي المقابل، ترى المملكة أن تطور قدرات طائرات الحوثيين المسيرة التي حصلت عليها من طهران، تمثل تهديداً حقيقي للمملكة، إضافة إلى الصواريخ الباليستية التي تراجع استخدام الحوثيين لها مؤخراً، لكنها تمثل تهديداً بيد إيران قد توجه الحوثيين بتكثيف إطلاقها على المملكة.

 

وكان لهجمات الطائرات الحوثية على خطوط نقل النفط السعودي، وإطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكة المكرمة -نفى الحوثيون إطلاقه- أحد الاسباب؛ إضافة إلى عملية التخريب التي تعرضت لها السفن الإماراتية، في الخليج العربي، لدعوة العاهل السعودي لقمتين طارئتين (خليجية والعربية)، استضافتها المملكة في الخامس والعشرين من رمضان الفائت، غداة انعقاد الدورة 14 للقمة الإسلامية الاعتيادية.

 

معايدات بطابع عسكري

 

مثل عيد الفطر في الرابع من يونيو الجاري، مناسبة لتوجيه رسائل عسكرية، وتبادل التهديدات، بحسب تعليقات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث مثلت زيارة ولي العهد السعودي وزير الدفاع، محمد بن سلمان، للحدود الجنوبية للمملكة، رسالة سعودية، حاولت وسائل إعلام المملكة ظهارها كقوة لصالح الرياض، وإصرار قياداتها على تأمين الحدود ومواجهة الحوثيين هناك.

 

وتناقلت وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة في المملكة، خبر معايدة محمد بن سلمان، للجنود والقوات في جبهات الحد الجنوبي، بشكل واسع، كما تناقل نشطاء وصحفيين أهمية زيارة ولي العهد للجنود في الحد الجنوبي يوم العيد، باعتبارها رسالة قوية موجهة للحوثيين.

 

وجاء رد الحوثيين ثالث ايام العيد، بزيارة مماثلة، حيث  قالت الجماعة إن وزير الدفاع في حكومة صنعاء (غير معترف بها)، "اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قام بزيارة تفقدية للمرابطين في الجبهات الحدودية بقطاع نجران، ناقلا لهم تحايا وتهاني قائد الثورة والقيادة السياسية والعسكرية بمناسبة عيد الفطر المبارك".

 

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها قناة المسيرة، العاطفي، وهو في مواقع تابعة للجماعة، وتطل على مدينة نجران، عاصمة الإمارة التي تحمل الاسم نفسه، بالحدود السعودية اليمنية.

 

وبين الحين والأخر، يزعم الحوثيون، تحقيق انتصارات كبيرة في العمق السعودي، وينشرون مشاهد لعمليات هجومية وتفجير عربات عسكرية سعودية، في المقابل تتحدث وسائل إعلام الحكومة والتحالف الذي تقوده السعودية، عن عمليات توغل واسعة في معقل الحوثيين الرئيسي بصعدة، وتحرير مناطق في ثمان مديرية بالمحافظة.

 

وكان الحوثيون، نفذوا بداية عام 2015م، مناورات عسكرية قرب الحدود السعودية، اعتبرتها المملكة تهديد إيراني غير مباشر يستهدف أمن مناطقها الجنوبية، واطلقت الرياض بعد تلك المناورات بأسابيع، عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لكنها قالت أن تدخلها العسكري تلبياً لدعوة الرئيس هادي لإنقاذ اليمن ووقف تمددهم في المناطق الجنوبية.