السفير السعودي- محمد آل جابر

السفيرالسعودي "آل جابر" في مرمى نيران "صديقة".. اقرأ هذا التقرير!

"في اليمن... إذا لم تكن مع الحوثي فأنت مرتزق، وإن لم تكن مع الانتقالي فأنت أخونجي. وإذا لم تكن مع توكل فأنت ذباب. وإن لم تطبل لأحمد علي صالح فأنت ضد الجمهورية"، بهذه التغريدة لخص الصحافي السعودي بدر القحطاني المشهد اليمني كما يراه على مواقع التواصل الاجتماعي.

جاءت التغريدة ضمن سلسلة تدوينات عبر حسابه بتويتر ضمن سجال تغريدات –رصدها المصدر أونلاين- كان محورها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والذي يتعرض لحملات إعلامية؛ يقول معارضوها "أنها ممنهجة لا تستهدف السفير شخصياً، بل تتعداه لتنال من المملكة العربية السعودية وقيادتها للتحالف العربي الداعم للشرعية لليمن، ودورها وتستهدف السعودية وقياداتها للتحالف العربي في اليمن".

يضيف القحطاني "استهداف السفير السعودي استهداف لكل السعوديين"، مؤكداً أن الانتقاد من حق الجميع ولا توجد شخصية عامة خارجة عن إطار النقد، لكن ذلك يختلف عن الشتائم والحملات التي كانت واضحة منذ البداية"، مشيراً إلى أن الحملة بدأت باستهداف "الإعلام السعودي وإعلاميين سعوديين، ثم وصلت إلى السفير متسائلاً إلى أي مدى ستصل هذه الحملة و"ماذا يا ترى سيكون بعدها؟".

ويلمح المغردون السعوديون إلى الانتقالي الجنوبي ومقربون من طارق صالح، ويستشهدون في ذلك بانخراط الكثير من الإعلاميين والنشطاء المحسوبين على الانتقالي وطارق صالح واحمد علي عبدالله صالح، في الحملة "باتت صفحاتهم وحساباتهم، كما يقولون، نسخة مطابقة من صفحات وحسابات النشطاء والإعلاميين المحسوبين على جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء واسعة من المناطق الشمالية في اليمن، مع استثناءات صغيرة".

 

رضى اماراتي


في الطرف المدافع أيضاً، غرد الكثير من النشطاء والمحسوبين على الحكومة المعترف بها، بعضهم يشغل مناصب حكومية، بالتضامن مع السفير السعودي محمد آل جابر، إضافة إلى التضامن كانت اتهاماتهم موجهة صوب الإمارات الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف العربي الذي انطلق في 26 مارس/آذار 2015م، تحت شعارات كبيرة منها: دعم الشرعية واستعادة اليمن من الحوثيين، وفرض سيطرة الدولة والحكومة المعترف بها على كامل أرض اليمن.

يؤكد السكرتير السابق بالرئاسة اليمنية مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي‏، أن الحملة على السفير السعودي، انطلقت بتوجيهات "صدرت من قبل مطابخ ما يسمى المجلس الانتقالي" ومن يدعمهم لمهاجمة السعودية والسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر".
واشار الرحبي إلى تناسق الحملة وانطلاقها بتغريدات كتبها نبيل الصوفي، الصحفي والكاتب المحسوب –حتى وقت قريب على الرئيس الراحل صالح ويدير حالياً غرفة إعلامية لصالح طارق عفاش بدعم اماراتي؛ يقول الرحبي "كتب نبيل الصوفي الإخواني الحوثي السابق والمحسوب حديثاً على الإمارات والانتقالي تغريدات ضد السفير والسعودية وتبعه مجموعة من الذباب الإلكتروني الانتقالي".

ويتحدث رئيس تحرير موقع هنأ عدن، أنيس منصور، عن مؤسسات إعلامية، تقف خلف مهاجمة السفير السعودي والمملكة، "الأدوات والأصوات المأزومة والمأفونه التي تهاجم السفير ال جابر بأكاذيب وابتذال رخيص خارج حدود الأدب جميعهم يعملون مع مؤسسات اعلامية اماراتية مراسل البيان والاتحاد والغد المشرق وسيئ الصيت نبيل الصوفي معروف المطبخ والتمويل".
ويؤكد منصور أن الحملة "هي حملات مقصودة ممولة أو تلقائيه"، وتحدث نشطاء أخرون عن مركز إعلامي يدار من عدن، مخصص لمهاجمة السعودية والسفير السعودي.

يبرر رئيس تحرير صحيفة يافع المحسوبة على الانتقالي الجنوبي، ياسر اليافعي الهجوم على السفير، "الموضوع اكبر..نحن لسنا ضد السعودية وعاصفة الحزم واقفين معها بكل قوة والميادين تشهد، مشكلتنا مع تصرفات خاطئة للسفير من خلال تمويل إعلام معادي للتحالف نفسه، هل فهمت القصة هذه هي كل الحكاية مخاوفنا سبب الهجوم وليس عداؤنا".

الناشط السياسي فوزي عمر تحدث عن ما أسماها "فضائح السفير"، مؤيداً رؤية اليافعي "تتواصل فضائح السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر، حيث ذكرت مصادر إعلامية في العاصمة عدن أن آل جابر دشن مطابخ إعلامية يشرف عليها بشكل مباشر بهدف محاربة المجلس الانتقالي والتقليل من دور الامارات في اليمن".


ربط أصحاب هذه الاجابة، تغريداتهم بلقاء جمع السفير السعودي بالقيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي، ورئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق، كان موقف الأخير مدافعاً عن السفير بمقال طويل نشره على صفحته في الفيسبوك، بعنوان "مـا ضرَّ السَحَاب مـن نبـاح الكلاب".



أشار بن لزرق إلى إجابة السفير على سؤال حول غياب الحضور السعودي في عدن :"تدخلنا في اليمن لضرورة اقتضاها الامر وهدفنا ان يعود اليمن الى وضعه السابق وتواجدنا هو لدعم الحكومة الشرعية فقط ولن نرتضي ان يكون هناك أي دعم خارج هذا الاطار..وليس من مصلحتنا التدخل في شئون الحكومة الشرعية لدينا خطر يتهدد اليمن ومهمتنا ازالة هذا الخطر ومساعدة اليمنيين لا اكثر وليست لنا اطماع".
ولفت بن لزرق في مقاله ذاته، إلى "حملة اعلامية منظمة في عدن من قبل بعض الجهات الاعلامية" جهات قال إنها "جهات إعلامية لا تعرف إلا العويل والحديث عن المؤامرة الكونية التي تستهدف مشروع "الشمبانزي" في طريقه الى التحول الى عالم فضاء" .

واستغرب من مهاجمة السفير "وهو لم يتدخل قط في شئون عدن..لم يعين احد ولم يعزل احد ولم يشكل ميليشيا". 

 

تحصيل حاصل لإطالة الحرب

وصف بعض النشطاء المحسوبين على الانتقالي السفير السعودي بـ"الإخونجي" المزايد بالشرعية اليمنية، والجيش الموالي للحكومة المعترف بها، وهي الحملة التي يشنها الانتقالي والمحسوبين على الامارات منذ عدة سنوات ضد الشرعية اليمنية والاحزاب الموالية لها خصوصاً حزب الإصلاح الذي يعلن الانتقاليين العداء له، ويحملونه نتائج كل ما حصل في اليمن منذ الوحدة في تسعينات القرن الماضي.

لكن المفارقة هذه المرة، أن يصنف نشطاء الانتقالي الجنوبي، السفير السعودي بالإخوانية، وهي الجماعة المحظورة في المملكة، إضافة إلى اتهامه ومن وراءه حكومة بلاده، بالسبب في طول الحرب لاربع سنوات، وعدم حسمها سريعاً.

يستشهد هؤلاء – بينهم قيادات في الانتقالي - بالتحرير السريع للمناطق الجنوبية عام 2015م، وتقدم القوات الجنوبية لتحرير الحديدة، مؤكدين أن الفضل في تلك الانتصارات على الحوثيين، للإمارات التي تدخلت في اليمن لهزيمة المشروع الإيراني، وليس كما تقوم به السعودية من دعم للشرعية وجيشها الذي لم يستطع تأمين حدودها الجنوبية –حسب تغريداتهم.

يدعو ياسر اليافعي المحسوب على الانتقالي، السعودية في هذا الاتجاه، إلى "احترام الشراكة"، قائلاً أن السعودية وفشلها في اليمن يعود إلى "ما نراه من الاخوة في السعودية تجاه شركائهم الإمارات او الجنوبيين يؤكد ان هناك خللاً كبيراً سيؤدي الى الفشل".


ويتحدث وسيم حميد المحسوب ايضاً على الانتقالي، عن طعن السعودية الجنوبيين في الظهر، عبر سفيرهم آل جابر، والذي يقول أنه "ينسب انتصارات المقاومة الجنوبية في الضالع لجيش الشرعية الغير مجود إلا في كشوفات المرتبات".


جناح أحمد علي

لا يختلف أثنان على التناغم بين الانتقالي الجنوبي والمحسوبين على المؤتمر الشعبي العام جناح صالح والذي انتخب نجله المقيم في الإمارات قبل أيام، نائباً لرئيس الحزب برعاية ومباركة الحوثيين قتلة والده في صنعاء، وكما يقول مغردون وصحافيون بأن الإمارات هي الداعم والممول سواء ل(المحسوبين على المؤتمر وأقارب صالح تحديداً، أو والانتقالي الجنوبي).

برز نبيل الصوفي كأحد المنادين باحترام الجنوب وقوات الجنوب وشرعية الأرض التي تسيطر عليها القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات.


يحمّل الصوفي السفير السعودي آل جابر، مسؤولية إيقاف الحرب في الحديدة، "ما هي مسؤولية سعادة السفير آل جابر، عن ايقاف حرب الحديدة واعطاء الحوثي الوقت الكافي لايصال طائراته المفخخة إلى أرامكو؟ هذا سؤال أهم من السؤال عن تاريخ آرائي يا حسابات سعادة السفير".

يزعم الصوفي أن السفير وعبر مطابخ إعلاميه يهاجمه، وعمد إلى نشر فيديو يوثق تناقضه الكبير إبان تحالف صالح والحوثيين، ومواقفه اليوم في تحالف نجل صالح برعاية الإمارات مع الانتقالي الجنوبي.


يقول الصوفي في احدى تغريداته إن السعودية لا تحارب الحوثيين "حرب حياة او موت"، إنما تريد اليمنيين "تريدنا كلنا مجرد سياسيين وإعلاميين ونزلاء فنادق. وسيأتي وقت تبيعنا خردة". مؤكداً أن الجنوبيين المدعومين من الإمارات هم من يخوض الحرب الحقيقية، "لانفصال تم في 2014، ما عاد الحرب وحدة وانفصال، الحرب حوثي أو جنوبي".

وينادي الصوفي بالحسم "جنوبي مناضل، يرتب صفوف خياراتنا لمقاومة مشروع التمكين للحوثي واخوانهم في اليمن. لسنا جنوبيين، جغرافيا، لكن لم يعد لنا من حائط صد لمواجهة البيع والشراء الاقليمي الدولي باليمن الا الجنوب".


يتحدث بذلك مستشهداً بدور المقاومة الجنوبية في الضالع ووسط اليمن، وهي المعركة التي يقول الكثير من المراقبين أنها تعمق الشعور لدى الجنوبيين بضرورة الانفصال، وتصور من تبقى تحت سيطرة الحوثيين بأنهم خطراً على الجنوب.

وتشير في هذا الاتجاه مجموعة الازمات الدولية التي حذرت في تقريرها السابق، من أضرار المواجهات في وسط اليمن والضالع تحديداً، معتبرة أنها ستكون مقدمة لمعارك مستقبلية بين الشمال والجنوب، مشيرة في تقريرها الأخير إلى اختلاف التوجهات بين الحكومة المعترف بها والتحالف بطرفيه السعودية والإمارات والتي باتت اجندتهم الخاصة تحثهم على الموافقة الايجابية من انسحاب الحوثيين الأخير من موانئ الحديدة وهو الامر الذي ترفضه الحكومة بشهدة وتصفه بالمسرحية.




في مناسبات عدة شن الانتقالي الجنوبي والمحسوبون على الإمارات حملات ضد السعودية، لم تكن الحملة الشرسة التي تعرضت لها أثناء انعقاد مجلس النواب في سيئون بحماية من القوات السعودية، الأعنف لكنها، كما رصدها المصدر أونلاين في تقرير سابق، كانت تحمل طابع تباين بين شريكي التحالف العربي في اليمن.
لكن يرى نشطاء أن الحملة هذه المرة تستهدف رجالات المملكة المعنيين بالملف اليمني، والذين تربطهم صلة وطيدة بالشرعية وقياداتها ومختلف المكونات اليمنية.


ودفعت الحملة التي وصلت إلى مستويات متدنية اخلاقياً، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للتنصل من مسؤولية مهاجمة السفير عبر تغريدة على حسابه الموثق قال فيها: "أقولها لكل ناشط جنوبي وكل إعلامي جنوبي وللجنوبيين عموما ولمن غرد بسوء تعبير في حق سعادة السفير محمد آل جابر مع خالص حبي وتقديري وتثميني لكل جهودهم لا نرضى أبداً الإساءة لجناب سفير خادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز محمد آل جابر فالرجل يعمل ليل نهار وبكل تفاني لتحقيق أهداف التحالف ".



جاءت تغريدة بن بريك مناقضة لسابقتها والتي تحدث فيها بسان نشطاء الانتقالي المتحاملين على السعودية "الفرق بيننا نحن الجنوبيين ومن يدعي قتال الحوثي من الشمال وحكومة الفساد الإخونجية هو العقيدة ولا غيرها" وهو هجوم غير مباشر كما، تابع المصدر آونلاين ردود النشطاء على التغريدة السابقة، تساءل فيها النشطاء عن أي أهداف للتحالف "تقصد أن السفير يعمل من اجل تحقيقها "الشرعية التي تهاجمونها ولا تعترفون بها أم الانفصال الذي ترفضه المملكة".

أشار بن بريك المدعوم من أبو ظبي، إلى مواجهة الجنوبيين لكل من سيقف ضد مشروعهم في الانفصال ." فليعقل هذا من ينظر ويتفلسف ويرجو جذوة نار في بركة ماء آسن".

وكان لتغريدة بن بريك دورها في تخفيف الحملة ضد السعودية، فسارع الإعلامي الإماراتي، جمال الحربي، عبر تويتر مادحاً السفير السعودي "يقوم السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر بدور كبير ومهم دبلوماسياً و في جانب إعادة الإعمار وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وهو ما يعكس اهتمام قيادة المملكة باليمن أرضاً وإنساناً...يجب أن تقابل كل هذه الجهود بالشكر وليس الإساءة".


وكان لقيادات في رئاسة المجلس الانتقالي تغريدات متوافقة مع ما قاله الحربي وبن بريك، وحذر مع أخرين ممن نهج نهجهم، من استغلال المحسوبين على الشرعية المعترف بها للحملة على السفير لصالحهم، والتقريب أكثر بين الشرعية والمملكة العربية السعودية.