محمود فنان إيطالي من أصول مصرية

الأصول المصرية لمتسابق إيطالي فاز بمسابقة غنائية تثير زوبعة سياسية في البلاد

يورو نيوز

تسبب فوز متسابق إيطالي من أصول مصرية بمسابقة سان ريمو الغنائية الإيطالية بإذكاء نار الجدل في أوساط المجتمع الإيطالي ليتحول لمعركة سياسية تعكس ما تعانيه البلاد من انقسامات.

محمود الذي ولد في ميلانو لأب مصري وأم إيطالية، فاز بالمسابقة المرموقة بأغنيته المغربية "المال" وبفوزه هذا سيمثل إيطاليا في مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن لعام 2019 في تل أبيب.

وفاز محمود بفضل أصوات لجنة تحكيم الخبراء والصحفيين وهو ما يعني 50% من الأصوات، لتبقى نسبة 50 % الباقية من نصيب ألتيمو الذي حاز المركز الثاني والذي فضلته العامة من متابعي المسابقة البالغ عددهم نحو 10 ملايين.

كان الوصيف ألتيمو، وهو كاتب أغاني يبلغ من العمر 23 عامًا من روما، أول شخص يحتج علانية على الحكم. غاضباً من الهزيمة، كتب على انستاغرام أنه لم يكن "ما يريده الناس".

وقال "لقد تم تحوير هذا المهرجان من قبل الصحفيين. الناس هم انتصاري، فهم دائماً بجانبي. وسأظل دائما بجانبكم".

مسابقة فنية أم صراع سياسي وانتخابي؟

ويدور النقاش حول ما إذا كان الخيار سياسياً بسبب أصول محمود، وغرد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني المعروف بموقفه المناهض للهجرة عن دهشته من فوز محمود بسان ريمو قائلاً إنه كان يفضل أيضاً المتسابق الذي حصل على المركز الثاني.

وكتب يقول "محمود ..... ما..... ..... أجمل أغنية إيطالية؟!؟ كنت لأختار ألتيمو".

صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية قالت إن فوز محمود سلط الضوء على الانقسامات في البلاد: "يرى البعض الأمر بطريقة إيجابية (الاختلافات تجعلنا أكثر ثراءً)، فين حين يراها البعض بشكل سلبي: الغزو يفسد الهوية الإيطالية".

ودعت أغلبية يسار الوسط في ميلانو محمود إلى البلدية باعتباره "نموذجًا رائعًا للاندماج".

وقالت جيوفانا ماجلي، وهي صحفية مقربة من حزب الرابطة الذي ينتمي له سالفيني، "لقد تم الإعلان عن الفائز على نطاق واسع ، وهو يُدعى محمد، وهو يدخل تعابير باللغة العربية، رمضان والشيشة."التهجين" مضمون.

حتى أن حركة الخمسة نجوم أدلت بدلوها في القضية على لسان لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء الإيطالي:"كائناً من كان ذلك الذي يستخدم هذه الأغنية ضد الحكومة فهو يائس.. على العكس إنه يقدم خدمة لنا".

وقال أيضاً: "الفائز لم يكن ما أراده غالبية الناخبين، ولكن ما أرادته أقلية من المحلفين. وتتكون هيئة المحلفين بشكل كبير من الصحفيين والمتأنقين الراديكاليين... وبفضل سان ريمو، عرف الملايين من الإيطاليين هذا العام المسافة السحيقة بين الناس والنخبة. ونأمل أن يتم اختيار الفائز في العام المقبل بعن طريق التصويت التلفزيوني فقط".

من نفس الحركة تحدث السياسي أليساندرو دي باتيستا عن "نوع مختلف من العنصرية يستفيد من فوز مواطن إيطالي لأغراض انتخابية".

ويبدو أن المذيعة التليفزيونية إليزا إيزاردي، صديقة سالفيني السابقة، تستخدم انتصار محمود لاستفزاز صديقها السابق، فغردت على تويتر: "لقد فاز محمود لتوه بسان ريمو. هذا يدل على أن لقاء الثقافات المختلفة يولد الجمال ".

لورا بولدريني، رئيسة مجلس النواب السابقة والمعارضة الشديدة لسلفيني، أعادت مشاركة تغريدة إيزاردي.

في نهاية المطاف اتصل نائب رئيس الوزراء بمحمود لتهنئته بالفوز.

بعد فوزه وجد محمود نفسه مضطراً لتذكير الجمهور بأنه إيطالي بنسبة 100% كونه ولد وترعرع في ميلانو.

وأشار عدد من المستخدمين على Facebook و Twitter إلى أن كونه نصف إيطالي أو أجنبي لن يقلل من إنجازه.

في مقابلة مع ريبوبليكا ، قال محمود: "جيلي لا يدرك حتى هذه الاختلافات. التنوع واقع في أحيائنا. في صفي في المدرسة الابتدائية، كان لدينا تلاميذ من الصين وروسيا ، من كل عرق ومن كل بلد. ربما تشعر الأجيال السابقة بهذا الاختلاف لأنها نشأت في عالم كان فيه المهاجر أو ابن الزواج المختلط استثناءً ".

تعليقات معادية للهجرة

وعلى المنشور الذي أعلن فيه عن الفائز على صفحة المسابقة الرسمية على فيسبوك انهال سيل من التعليقات المناهضة للهجرة.

كتب أحدهم: "سيكون من الجيد أن يفوز فقط الإيطاليون الذين يغنون الأغاني الإيطالية".

وسأل معلقون آخرون: "متى سيتم تقديم البرقع للنساء الإيطاليات؟" ، "المهرجان الإيطالي أو الإفريقي؟"

بعض المعلقين انتقدوا صراحة المسابقة والبلد: "عار عليكم، إيطاليا"، "مع الكثير من الأغاني الجديدة الإيطالية ، لماذا فازت نغمة عربية؟ لقد استولى الإسلام على المهرجان، وهي فضيحة ".

حتى صحيفة ليبرو المثيرة للجدل نشرت عنواناً استفزازياً: "مهرجان الهجرة ، يتحول سان ريمو من مودوغنو إلى محمد".

منذ عام 2015 يتم اختيار الفائز في سان ريمو من خلال الجمع بين تصويت الناس عبر الرسائل القصيرة أو المكالمات الهاتفية بما نسبته 50 ٪ من إجمالي الأصوات و تصويت الصحفيين بنسبة 30% ولجنة تحكيم الخبراء 20%.

وبحسب تصويت الجمهور فإن ألتيمو الذي فاز بالمركز الثاني كان متقدماً وصاعداً بحصوله على 48.8٪ من الأصوات بينما كان محمود في المركز السابع، إلا أن الصحافة وهيئة المحلفين الخبراء ألغوا هذا الحكم.

وأعلنت رابطة مستهلكين عن طلب غير رسمي بإجراء تحقيق مع هيئة المنافسة الإيطالية بشأن "ضرر اقتصادي" مزعوم للمواطنين الذين "أُلغيت أصواتهم وأهينت".

صحيفة إل جورنال، وهي صحيفة يمينية، عنونت: "المشتبه بهم المعتادون يختارون ويكافئون مغني الراب محمود".

وقالت صحيفة أخرى وهي لا فيريتا: "صالة كبار الشخصيات تمنح المهرجان للبوب المغربي".