مخيم الركبان

الجوع والبرد يتآمران على الركبان.. نازحون يروون المأساة

العربية

ينتظر أهالي مخيم الركبان عاصفة جديدة في اليومين المقبلين، هي الثانية خلال هذا الشهر، وسط ظروف إنسانية صعبة، يصفها السكان بـ"الكارثية"، حيث أدت لوفاة 13 طفلاً في المخيم لم يتجاوزوا السادسة من العمر.

ويشكو الأهالي في مخيم الركبان الذي يضم أكثر من 50 ألف نازح فروا من مناطق النزاع في بلدهم، من قلة المساعدات الإنسانية المقدمة إليهم، إذ كانت آخر قافلة مساعدات دخلت المخيم في شهر تشرين الأول/نوفمبر الماضي، وكانت الأولى منذ سنوات.

وعلى الرغم من قافلة المساعدات هذه إلا أن النازحين يؤكدون أن "تلك المساعدات لم تكن كافية ولم تفِ بالغرض".

وقال 3 نازحين سوريين من المخيم الذي يقع وسط الصحراء في المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي لـ"العربية.نت"، إنهم "اضطروا لبيع أكثر من نصف كمية المساعدات المقدّمة إليهم لسد حاجتهم في أمور أخرى".

وأكد نازح من بين هؤلاء الثلاثة أنه "باع بعض ما قدم له من مساعدات، واشترى بثمنها لوازم ضرورية، كالخضراوات ومنها البطاطا والبندورة"، مشيراً إلى أن "اللحم لم يدخل خيمته منذ أكثر من سنتين".

من مخيم الركبان(أرشيفية)

وقال "حتى الفروج، تناولته منذ سنتين. أكاد أنسى شكله ومذاقه"، لافتاً إلى أن "أكثر أطعمته هي من البرغل والأرز وحبوب الفاصولياء".

ولا تتوقف معاناة السكان على الطعام والشراب فقط، فهم كذلك يشكون من ظروف الشتاء القاسية في المنطقة، لاسيما مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية للتدفئة كالوقود والحطب، خاصة أن المنطقة تشهد عاصفة من الهواء البارد.

"لا حليب فكيف بالمدفأة؟!"

وعند توجيه السؤال لأحد النازحين عن عدم وجود مدفأة في خيمته، رد متسائلاً لـ"العربية.نت": "ليس لدي حليب لطفلي الرضيع، فكيف يكون لدي مدفأة؟".

وأضاف "لولا وجود بعض الخيرين الذين يقدّمون لي بعض الحليب من حصة أطفالهم، لكان طفلي أيضاً في عداد الموتى اليوم".

وتابع "لكن طفلي يكاد يموت في هذا البرد، نحن نستعمل اللحف فقط كوسيلة تدفئة".

وأوضح أن "المساعدات التي قدمتها له الأمم المتحدة في شهر نوفمبر، لم تلب حاجته سوى لشهر واحد فقط".

موضوع يهمك

?

أكد رياض درار الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" أن المنطقة الآمنة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب...

"سوريا الديمقراطية" ترفض المنطقة الآمنة.. "احتلال تركي"سوريا

"الجوع والبرد"

كما كشف أن "ابن جاره الرضيع توفي وهو في الثانية من عمره، نتيجة قلة الأدوية والبرد القارس"، مشيراً إلى أن "ليس الجوع وحده يقتل، بل كذلك البرد".

ويرفض غالبية السكان العودة لمناطقهم خاصة الشبّان، خشية تأدية الخدمة العسكرية التي يفرضها النظام السوري على من أتمّ الثامنة عشرة من عمره، إضافة لخوفهم من الاعتقال نتيجة موقف بعضهم المعارض لنظام الأسد.

ولا تتمكن فصائل المعارضة المسلحة النشطة في منطقة المخيم الذي يقع أيضاً ضمن منطقة أمنية تخضع لسيطرة التحالف الدولي من تقديم المساعدة اللازمة للسكان. ونقل أحد السكان عن قائد عسكري من هذه الفصائل اجتمع بهم، قوله "بإمكانكم أن تتدبروا أموركم حتى لو كان في ذلك خيار العودة لمناطق النظام".

ويقول العقيد مهند طلاع، قائد جيش مغاوير الثورة في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" إن "الوضع سيئ ولا يمكن وصفه. الكلام صار مستهلكاً، ولا أحد يساعد هؤلاء النازحين ولا يرد على طلباتهم".

ويضيف "هناك نقص في الأدوية، حليب الأطفال، الألبسة، المواد الغذائية والتدفئة".

ولا يختلف حال الفارّين من مناطق كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في آخر جيوبه على الحدود السورية ـ العراقية، عن حال السكان في الركبان، فهم أيضاً يعيشون في ظروفٍ مشابهة وسط انعدام بعض المواد الأساسية للحياة اليومية.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) الثلاثاء، عن وفاة 15 طفلاً في سوريا، غالبيتهم من الرضع نتيجة البرد القارس ونقص الرعاية الصحية، بينهم 13 طفلاً، لم يتجاوزوا السادسة من العمر بعد، ولقوا حتفهم بمخيم الركبان.

وقال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيان: "درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في الركبان تتسبب في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد".

وأضاف أنه "خلال شهر واحد فقط، لاقى ما لا يقل عن ثمانية أطفال حتفهم، معظمهم دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط".