أرشيفية

انفجار بطاريات "الطاقة الشمسية" خطر يهدد اليمنيين في منازلهم

نفجرت بشكل مفاجئ. لم نتوقّع ذلك أبداً لأننا لم نسمع عن انفجار البطاريات من قبل، ولم يخبرنا أحد عن مخاطر وجودها داخل المنزل". هكذا اختصر حميد خليل ما تعرضت له أسرته قبل أشهر، من جراء انفجار بطاريات الطاقة الشمسية.
 
ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل كلّي عن المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين، منذ تصاعد الحرب في مارس/ آذار عام 2015، لجأت الكثير من العائلات إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية لتشغيل الأدوات الكهربائية.
 
ونتيجة عدم دراية غالبيتهم بكيفية استخدامها، انفجرت بعض البطاريات في منازل المواطنين ما أدى إلى سقوط ضحايا. يقول خليل، وهو أحد سكان مدينة صنعاء لـ "العربي الجديد": "بطاريات الطاقة الشمسية التي أستخدمها في المنزل انفجرت بشكل مفاجئ، ما تسبّب بخوف وهلع بين أفراد الأسرة"، مؤكداً أن الحادثة لم تخلف أي أضرار أو إصابات بسبب بعد أفراد أسرته عن مكان البطارية. "أصبنا بالهلع من جرّاء الانفجار، واعتقدنا أنه قصف أصاب المنزل، وخصوصاً بعدما شاهدنا دخاناً".
 
وعن أسباب الانفجار، يقول خليل إنّ من تولى تركيب منظومة الطاقة الشمسية فاتته بعض التفاصيل المتعلّقة بالسلامة العامة، ما أدّى إلى حدوث الانفجار. ويشدّد على أهمية اتباع إجراءات السلامة خلال استخدام بطاريات الطاقة الشمسية للحد من الحوادث في المنازل. منذ ذلك اليوم، وأسرة خليل بلا كهرباء، لعدم قدرتها على شراء منظومة جديدة. "عندما اشتريت المنظومة السابقة، اضطررت إلى بيع مقتنيات ثمينة لزوجتي. لكنني حالياً، لا أستطيع شراء ألواح جديدة. جاري مدّ لي سلكاً يضيء لي غرفة لوقت محدود مساء كل ليلة".
 
ويشكو بعض المواطنين من رداءة بطاريات الطاقة الشمسية في الأسواق، لأن مدة صلاحيتها لا تتجاوز عاماً واحداً، وأحياناً ستة أشهر. كما أن الكثير من البطاريات تخزّن بشكل غير صحيح، وقد تتلف أو يحصل انفجار.
 
وكان الوضع أكثر سوءاً بالنسبة لسليم حسن، الذي أُصيب بجروح خفيفة في اليد بسبب انفجار بطارية الطاقة الشمسية في وقت الظهيرة في منزله في العاصمة صنعاء. يقول لـ "العربي الجديد"، إن البطارية ربطت مباشرة بالطاقة من دون منظّم. وبعد فترة، وأثناء محاولته تغيير الأسلاك الخاصة بنقل التيار الكهربائي، انفجرت البطارية وأصيب على إثرها بجروح.
 
هذه الحادثة دفعت حسن إلى مساعدة الناس الذين يستخدمون الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء. يقول: "بطاريات الطاقة الشمسية وفرت لليمنيين التيار الكهربائي، إلا أنها تشكل خطراً كبيراً في حال استخدمت بطريقة عشوائية، ما قد يتسبب بكوارث ويؤدي إلى سقوط ضحايا. وما حدث معي خير دليل على ذلك".
 
في صنعاء، توفيت امرأة وطفلان من جرّاء انفجار بطارية الطاقة الشمسية في منزل المواطن فهد المطحني، الذي يعيش في أحد أحياء المدينة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. في السياق، يقول فنّي الكهرباء والمتخصّص في الطاقة الشمسية جلال الصبري، إن كثيراً من المواطنين يجهلون كيفية استخدام الطاقة الشمسية، في ظل قلّة الوعي المجتمعي في هذا المجال.
 
 ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن غالبية ألواح الطاقة الشمسية تتعطل بسبب استخدامها الخطأ من الناس، وعدم معرفة كيفية تقدير الطاقة المطلوبة للتشغيل، إضافة إلى وجود أنواع رديئة في الأسواق. وينصح الصبري المواطنين باستشارة ذوي الاختصاص قبل شراء بطاريات الطاقة الشمسية، والحرص على تركيبها بالشكل المناسب.
 
من جهته، يعزو الصحافي اليمني المتخصص في الطاقة المتجددة وقضايا البيئة عمر الحياني، معظم حوادث انفجار بطاريات الطاقة الشمسية إلى سوء الاستخدام في المقام الأول. ويقول إن الفنيّين المتخصصين في تركيب هذه الألواح قلة في اليمن.
 
يؤكّد لـ "العربي الجديد" أن توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية جديد في اليمن، ولا توجد كليات ومعاهد فيها تخصصات فنية وأكاديمية في مجال الطاقة المتجددة. كما أن تركيب المنظومة يعتمد في بعض الأوقات على المستخدم نفسه، الذي قد يحمّل البطارية أكثر من طاقتها، وقد يكون هناك خلل في الأسلاك إضافة إلى أسباب أخرى.
 
كذلك يتحدّث الحياني عن التجار واعتمادهم أنواعاً رديئة من خلال استيراد بطاريات ومحوّلات وأسلاك وألواح غير صالحة للاستخدام، "ما حوّل الأسواق اليمنية إلى مكب لمنظومات الطاقة الشمسية المغشوشة والتالفة وغير المطابقة للمعايير الدولية في هذا المجال".
 
وبحسب دراسة أعدّتها مؤسسة "برسنت" العام الماضي، فإن 51 في المئة من اليمنيين يعتمدون على الطاقة المتجددة، ونحو 34 في المئة يعتمدون على الطاقة الشمسية لإضاءة بيوتهم وتشغيل الأجهزة الكهربائية، في وقت يستخدمها 17 في المئة للإنارة فقط.
 
 
المصدر: العربي الجديد