السويد

فرانس24: بدء جولة حاسمة من مفاوضات للسلام في اليمن برعاية الأمم المتحدة

تنطلق اليوم في السويد جولة جديدة من مفاوضات للسلام في اليمن برعاية أممية، هي الأولى من نوعها منذ سنة 2016، بعد تعثر جولة كانت مقررة في 8 أيلول/سبتمبر لعدم مشاركة الحوثيين.

إعلان
 

تبدأ اليوم الخميس في السويد مفاوضات حاسمة برعاية الأمم المتحدة بين السلطات اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين الذين تساندهم إيران، بهدف إنهاء النزاع الدامي في هذا البلد وسط أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم.

وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، في وقت تقول فيه منظمات إنسانية إن عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية، منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب في آذار/مارس 2015، دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.

لكن المراقبين كما أطراف النزاع لا يتوقعون تحقيق تقدم مهم في هذه المفاوضات، الأولى من نوعها منذ 2016، خصوصا بعد أن فشلت محادثات استمرت أكثر من مئة يوم في الكويت في إنهاء الحرب التي دفعت 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتوجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث شخصيا إلى صنعاء لاصطحاب وفد الحوثيين الذي وصل معه إلى السويد مساء الثلاثاء في طائرة خاصة كويتية. ووصل ممثلو الحكومة الذين انطلقوا من الرياض، إلى ستوكهولم مساء الأربعاء. وأعلن غريفيث رسميا في تغريدة مساء الأربعاء "استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية في السويد يوم 6 كانون الأول/ديسمبر".

وتجري المباحثات التي لم تعرف مدتها بعد قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قلعة يوهانسبرغ على بعد ستين كيلومترا شمال ستوكهولم وقد فرضت الشرطة طوقا أمنيا حول الموقع.

وأعرب الطرفان اليمنيان قبل مغادرة الوفدين إلى السويد عن آمال حذرة.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة "لن ندخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار. أيدينا ممدودة للسلام"، لكنه دعا المقاتلين الحوثيين إلى البقاء متيقظين إزاء أي محاولة للتصعيد من الجانب الآخر.

في المقابل، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة إن الوفد الحكومي يحمل معه "تطلعات الشعب اليمني بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة".

آمال ضعيفة لتحقيق تقدم ملموس!

ولم يحدد محللون ومصادر الأمم المتحدة أهدافا طموحة لهذه المحادثات غير المباشرة التي قالوا إن الهدف منها هو "بناء الثقة" بين الطرفين.

وذكرت مصادر مقربة من الحوثيين إنهم سيطلبون إعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي تضرر جراء الغارات السعودية وأغلقته الرياض وحلفاؤها منذ ثلاث سنوات في إطار التحالف العسكري الذي يسيطر على أجواء اليمن.

فيما قال مصدر في الوفد الحكومي إن الرئيس عبد ربه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام.

وقالت مصادر في الجانبين إنهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرات إنسانية. وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي أن لديه "آمال ضئيلة جدا" في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس.

تدهور الوضع الإنساني!

وفشلت مساع سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات سلام في أيلول/سبتمبر في جنيف عند رفض الحوثيين مغادرة صنعاء في غياب ضمانات للعودة إليها وعند مسألة إجلاء مصابين من الحوثيين إلى عمان.

وشهد الوضع في اليمن المزيد من التدهور في الأشهر الأخيرة ولا سيما مع تصاعد أعمال العنف في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون ويمر عبر مينائها القسم الأكبر من المساعدات الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالى 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم الإجمالي حوالى 24 مليون نسمة "بحاجة الآن إلى شكل من أشكال الرعاية والمساعدة الإنسانية".

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد من يحتاجون إلى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.

فرانس24/ أ ف ب