اليمنيون وحوار الكويت

يرقب اليمنيون حوار الكويت بين الأطراف اليمنية باهتمام بالغ، باعتبارها آخر فرص السلام التي يمكن لها، إذا نجحت، أن توقف نزيف الدم اليمني، وتمثّل مخرجاً للجميع يجنبهم الاستمرارية في الحرب، ويعيدهم إلى طريق الوفاق والوئام من خلال الاحتكام للشعب ومؤسساته الدستورية، ويوقف أيضا التدهور الفظيع للاقتصاد الوطني الذي يسير إلى الهاوية، جرّاء توّقف التنمية وارتفاع أسعار الصرف وضعف القدرة الشرائية، حيث أدى ذلك كله إلى سحق الطبقتين، المتوسطة والسفلى. 
يعتبر اليمني أنّ السلام ممكن، إذا انتصر الأطراف لليمن قبل انتصارهم للأحزاب والجماعات التي ينتمون إليها، وأنّ كلفة ضياع فرص السلام لا يدفعه إلا شعبنا ووطننا، وأنّ العالم لن يساعدنا في الوصول إلى السلام، طالما لم يكن الوصول إلى خيار السلام خياراً يمنياً في الدرجة الأولى.
نستطيع أن نقول إنّ مشاورات الكويت تضع الجميع أمام مسؤوليةٍ كبيرة، من أجل إنقاذ اليمن، أو دعونا نقول إنقاذ ما تبقّى منه، بعد كلّ الدمار الذي حلّ به، نتيجة ترك طريق السلام، وتقدّم طرق القوة والاستحواذ.
ينبغي أن يكون معلوما للجميع، أنّ في الحروب الداخلية لا يوجد منتصر، وأنّ المهزوم هو الوطن ومقدراته وأمنه واستقراره.
انتصروا للسلام، لأحلام الأجيال في العيش والحرية والتنمية في غد جميل.
الوطن يتسّع للجميع، ويمكن للجميع أن يتشارك في حماية مشروع وطني جامع، يضع الوطن قبل الحزب وقبل الجماعة، وقبل حسابات الأطراف في الداخل والخارج. 
هذا الشعب الذي يتحمّل الوضع الصعب، ونتائج الحروب والصراعات، يريد أن يعيش، يريد أن يتعلّم، يريد أن ينعم بالأمن والاستقرار، ومن حقه ذلك. فكونوا بارون بوطنكم وشعبكم، وتنازلوا لبعضكم البعض، وتجنبّوا ما يعقد الأمور بينكم، فشعبكم يناديكم، وينتظر منكم أن تصنعوا السلام في الكويت. سلاماً يضمّد الجراح، ويغسل القلوب، ويكون بمثابة بوابة للدخول في مصالحة وطنية، من أجل اليمن الكبير الموّحد، فشعبكم يراقبكم، والتاريخ لن يغفر لكم إذا ما أفشلتم آخر فرص السلام التي تلوح في الكويت.

نسعد بمشاركتك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص