محلل عسكري سعودي يكشف عن أسماء القادة الذين خذلوا تعز وتاريخ صدور قرار التحالف بتحرير المدينة

قال الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي العقيد إبراهيم آل مرعي أنه عبر التاريخ يوجد تجار حروب يتاجرون بالدماء والقضية من أجل المال، وأنه لا يمكن لتعز أن تتحرر إذا لم يرغب أهلها بذلك، وهم من خذلوها وليس التحالف، مؤكدًا أنها ستتحرر بإذن الله بأيدي أبنائها الشرفاء وبدعم قوات التحالف.


جاء تصريح آل مرعي لـ”عين اليوم” ليكشف أسباب تأخر تحرير تعز، وتعليقًا على إساءة الشيخ حمود المخلافي قائد المقاومة الشعبية في مدينة تعز ورئيس “المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية” في لقاء صحافي وقوله إنه يستطيع تحرير تعز في حال تسليمه خمسة مليارات ريال سعودي.


* دافعنا كثيرًا عن الشيخ حمود
وأضاف آل مرعي لـ”عين اليوم”: دافعنا كثيرًا عن الشيخ حمود في وسائل الإعلام وذكرنا دومًا أنه قدم ابنه الدكتور أسامة شهيدًا، وإن كان البعض يقول إنه قتل في ثأر وليس دفاعًا عن المدينة، وعرفنا عن بعض الأخطاء للشيخ حمود بحق تعز واليمن ودول التحالف ولم نذكرها أملًا في ألا يتكرر وتقديرًا لتضحياته وأسرته لكنه لم يقبل إلا الإساءة لقوات التحالف ويقلل من إنجازاتها.


وواصل آل مرعي: عندما أعلن المخلافي عن تعز مدينة منكوبة صدرت توجيهات عليا بضرورة تحرير المدينة وتطويع الخطط على مسرح العمليات لتحقيق الهدف، وبناء عليه عقد اجتماع في 15 نوفمبر 2015 بحضور قيادة التحالف في عدن واللواء جعفر سعد رحمه الله وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، وقادة المقاومة في تعز ومن ضمنهم الشيخ حمود وسئلت المقاومة عن احتياجها من الإمداد والتموين وصرف لها ما تحتاجه مع تسليمها مبالغ مالية تكفي لتحريرها وإعمارها، وكان الاتفاق على ساعة الصفر وخطة التحرير، وكُلف العقيد عبدالله السهيان والعقيد سلطان الكتبي (رحمهما الله) بقيادة العملية وقبل ساعة الصفر بثلاث ساعات اتصلت قيادة التحالف في عدن بقادة المقاومة في تعز وكانت المفاجأة أن أجهزة الاتصال مقفلة واستمرت كذلك لمدة أربع ساعات مما استدعى تأجيل عملية التحرير، ويوم 14 ديسمبر 2015 استشهد العقيدين عبد الله السهيان وسلطان الكتبي في عملية غادرة حيث مررت إحداثيات موقعهما بكل دقة للانقلابيين، وفي 11 مارس عام 2016 شنت العملية الثانية لتحرير تعز ونجح التحالف والشرفاء من أبناء المقاومة في تحرير جبهة الضباب غرب تعز وفك الحصار، وبعد أيام من ذلك حاول الشرفاء من المقاومة الحفاظ على الإنجاز إلا أنهم خذلوا عندما انسحب بعض أبناء تعز من مواقعهم؛ الأمر الذي سمح للانقلابيين بحصار المدينة العزيزة على قلوبنا مرة أخرى.


*تساؤلات مشروعة
وتساءل الخبير الاستراتيجي والعسكري؛ من أمر بإقفال أجهزة الاتصال؟ ومن أعطى الأوامر بترك المواقع في جبهة الضباب؟ وهل لحزب الإصلاح دور في هذه الفوضى؟ أسئلة آثر آل مرعي ألا يجيب عليها، مشيرًا إلى أنه شكلت لجنة تحقيق عليا لمعرفة الأسباب وأن القارئ الفطن يستطيع أن يقرأ ما بين السطور، واكتفى بالقول إنه لا يمكن لتعز أن تتحرر إذا لم يرغب أهلها بذلك.. وبيّن أن إرادة التحرير التي رأيناها في أعين أبناء المقاومة الجنوبية ولدى فصائل المعارضة في حلب ليست متوفرة لدى الكثير من أبناء تعز الذين يبلغ عددهم خمسة أو أربعة ملايين.


*%45 من سكان تعز يشاهدون المعركة من التلفزيون
وقد وزع آل مرعي سكان تعز إلى 5% مقاومة صادقة وشريفة و25% مع المخلوع و25% يقاتلون مع الحوثيين و45% يشاهدون المعركة من التلفزيون، وأضاف أن أهل تعز هم من خذلوها وليس التحالف، وهذا الخذلان دفع ثمنه من لا ذنب لهم من أهلها “الكهل الكبير والمرأة والعجوز والطفل الصغير” كما دفع التحالف ثمن هذا الخذلان غاليًا بتغيير خطط العمليات في سبيل تحريرها.


*التاريخ سيتجاوز تجار الحروب
وتابع: عبر التاريخ هناك تجار حروب يتاجرون بالدماء وبالقضية من أجل حفنة مال؛ هؤلاء هم العقبة أمام كل نصر ولكن التاريخ يتجاوزهم ونتمنى من الأغلبية التلفازية أن ينتفضوا من أجل أرضهم وعرضهم ونتمنى من أبناء تعز الداعمين للانقلاب أن يعودوا لرشدهم من أجلها ونقول لتجار الحرب: كفى متاجرة بدماء الشهداء وبآلام الجرحى ودموع الأيتام وتذكروا قوله تعالى: “وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”.


ووجه آل مرعي رسالة للشيخ حمود وقادة المقاومة قائلًا: عندما جمعنا لقاء في الرياض نصحته بأن يتصرف كرجل دولة وأن يكون مستقلًا لا ينتمي لأي حزب أو تيار وأن يعمل لأجل اليمن فقط، ولا يمكن القبول أبدًا أن يستمتع بأجواء إسطنبول وتعز محاصرة، وختم بالتأكيد على أن تعز ستتحرر بإذن الله بأيدي أبنائها الشرفاء وبدعم قوات التحالف وكذلك باقي المحافظات ولا عزاء للخونة وتجار الحروب.