الشارع اليمني ينقلب على الحوثي

فقدت جماعة الحوثي القدرة على استمالة الشارع العام في المحافظات التي تسيطر عليها، جراء التفاقم المطّرد للأوضاع المعيشية وفشلها كسلطة أمر واقع في الحفاظ على الحد الأدنى من الموارد المالية التي كانت متاحة قبيل أن يتم نهبها من قبل قيادات نافذة في الجماعة.

 

وكشف تعثر مساعي الجماعة في حشد تمويلات مالية لدعم ما يسمي ب«المجهود الحربي» من خلال تنفيذ العديد من حملات جمع التبرعات المالية التي وصلت إلى حد تخصيص شاحنات مزودة بصناديق زجاجية لتجوب الأحياء الشعبية لحث السكان على تقديم تبرعات طوعية، كشف عن تراجع التقبل الشعبي لأطروحات وشعارات الجماعة المتعلقة بتعرض البلاد لما تسميه «عدواناً خارجياً».


واعتبر الناشط الاجتماعي بمحافظة صنعاء الشيخ ياسر عبد الإله الجبري في تصريح ل«الخليج» أن الحوثيين حرصوا ومنذ بداية «عاصفة الحزم» على إبراز حضورهم القسري عقب اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014 باعتبارها «دفاع عن اليمن». 


وأشار الجبري إلى أن الحوثيين وصلوا إلى مرحلة انكشاف أمام الشارع العام الذي بات معظمه يتعاطى معهم كميليشيا انقلابية تسببت في دفع البلاد إلى منحدر الحرب الداخلية بعد تمددهم إلى المحافظات الشمالية والعديد من المحافظات الجنوبية، الأمر الذي أحجم فيه الكثيرون عن التفاعل مع حملات الجماعة الهادفة في أغلبها إلى جمع التبرعات وممارسة نوع من الابتزاز العاطفي لمشاعر البسطاء.

 

من جهته وصف الناشط السياسي المناهض للانقلاب والمشارك في المقاومة الشعبية للانقلابيين بمحافظة تعز عبد التواب أحمد عثمان اليوسفي في تصريح ل«الخليج» استمرار الحوثيين في فرض أسطوانة المقاومة الوطنية ضد «العدوان الخارجي» بأنه «إصرار على استغباء الشارع العام الذي لم تعد تنطلي عليه شعارات الميلشيا الانقلابية.


ولفت إلى أن خريطة الخراب التي تسببت بها حروب الحوثيين في تعز وعدن والضالع وعمران وحجة ومأرب والجوف ومحافظة صنعاء فرضت حالة من السقوط الأخلاقي والإنساني للميلشيا الانقلابية التي أصبح ينظر لها وعلى نطاق واسع بأنها أداة تخريب ودمار إيرانية عاثت في اليمن خراباً وتدميراً وحولت الكثير من المدن إلى ساحات مشتعلة بالعنف والحزن والنزيف الدامي.

 

و اتهمت الناشطة الحقوقية بعدن انتصار عبد السلام شمسان في تصريح ل«الخليج» أن جماعة الحوثي تحولت بفعل الحروب المتعددة التي أشعلتها في العديد من المحافظات وما تخللها من تداعيات إنسانية كارثية ميليشيا انقلابية تمتلك سجلاً أسود من جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي لن تسقط بمجرد التوصل إلى حل سياسي في مشاورات السلام في الكويت.