المقاومة الشعبية

سيناريو ما بعد تعز.. صنعاء الهدف القادم

يسعى الجيش الوطني والمقاومة بغطاء من التحالف العربي إلى تطويق العاصمة صنعاء من كافة الجهات وفقا لنظرية الكماشة.

 

وزادت وتيرة هذا التوجه بعد النجاحات التي حققها الجيش الوطني في تعز خلال اليومين الماضيين.


يشكل تحرير محافظة تعز خطوة إيجابية؛ نظرا لأهمية هذه المحافظة التي تعد من كبرى المحافظات اليمنية من حيث المخزون البشري، إذ تصل إلى ما نسبته 30 % من إجمالي سكان اليمن البالغ نحو 25 مليون نسمة، كما أنها تعد دينامو مؤسسات الدولة ويتولى أبناؤها قيادة غالبية الأحزاب اليمنية بما فيها حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وكانت السباقة واللاعب الرئيسي في إزاحة نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومن هذا المنطلق سيكون تحرير تعز محركا على المستوى الشعبي والسياسي وحتى العسكري.


تاريخيا، تعز المدينة التي كان يخشى تحركاتها الاستعمار البريطاني واتخذها نظام حكم الإمام أحمد في خمسينات القرن الماضي عاصمة له، ولكنها كانت البداية الأولى لثورة 26 سبتمبر في عام 1962 التي قادها محمد محمود الزبيري، وتبعد تعز عن العاصمة صنعاء 450 كم، وتقع على الخط الرابط بينهما محافظتا إب وذمار، ورغم وعورة الجبال الرابطة بما فيها جبل سماره في عملية الزحف من تعز إلى صنعاء إلا أن وجود المقاومة في محافظة الضالع سيمثل التفافا على كل تلك الجبال ودعما حقيقيا للتحركات المقاومة في تعز لكي تلتحما معا في مديريات وكتاب التي تقع خلف تلك الجبال التي تفصل ذمار عن إب باتجاه صنعاء. ولذا فإن تحرير تعز لن يكون بداية حقيقة لتحرير صنعاء بل أيضا يمكن أن يزحف الجيش الوطني والمقاومة شرقا باتجاه إب وصولا إلى صنعاء وشمال غرب باتجاه محافظة الحديدة الساحلية وتطويق صنعاء من الجانب الغربي لتحكم هذه الجيش التي ستنطلق مع أكثر من جبهة ومحافظة وتمثل مثلث البداية لتطويق صنعاء والقبض على قادة الانقلاب ومحاكمتهم.