هل تتجه دول الخليج لقطع علاقاتها بطهران بعد خطوة البحرين واليمن؟

قرار البحرين واليمن قطعَ علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران، من خلال إغلاق البعثات الدبلوماسية المتبادلة، في الأيام الماضية، المراقبين إلى التساؤل عن إمكانية أن تتحول هذه الخطوة الفردية إلى تحرك جماعي خليجي، في ظل توتر العلاقات بين هذه الدول وطهران، التي تقوم بأعمال عدت مزعزعة لأمن المنطقة، وهو ما انعكس في أكثر من موقف وتصريح رسمي عربي وخليجي.

"الخليج أونلاين" استطلع آراء خبراء استراتيجيين في كل من السعودية والكويت، حول إمكانية هذا الأمر، واستعداد دول الخليج للقيام بهذه الخطوة.

الدكتور ظافر العجمي، المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج بالكويت، أكد دعمه بقوة لسحب السفراء، خاصة أن إيران زادت من تدخلاتها في الشأن الخليجي.

وأكد في حديثه أن "إيران لم تتوقف عن التدخل في الشأن السعودي والكويتي"، مشيراً إلى "خلية العبدلي حيث ثبت تورط إيران فيها، وهو تدخل بالشأن الكويتي".

وطالب العجمي دول الخليج بـ"ضرورة وضع حد لهذا التدخل السافر، وخاصةً أنه لم يكن وليد اللحظة".

من جانبه، قال أنور عشقي، المستشار السابق للحكومة السعودية، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة، والمستشار في اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء: "إن سحب السفراء الخليجيين من إيران وارد جداً؛ بسبب تدخلها في الشأن الخليجي عموماً، والسعودي على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد التوتر بين الجانبين".

وأشار إلى أن "تحقيقات حادث مشعر مني جارية حالياً، وإذا ثبت أن إيران وراء وقوع تلك الحادثة، فإن سحب السفير السعودي وقطع العلاقات الدبلوماسية قائم لا محالة، وبالتالي فإنه سينعكس على باقي دول الخليج والكويت بالذات".

وأضاف عشقي: "إيران سبق أن قالت وبكل وقاحة، سننتهي من سوريا، ثم ندخل الكويت"، مشيراً إلى أن "دول مجلس التعاون صبرت كثيراً على إيران".

- الخليج.. متنفس اقتصادي لإيران

واستطرد عشقي في حديثه بالقول: "إن دول الخليج هي المتنفس الاقتصادي لإيران في فترة العقوبات الدولية، ولولا ذلك لعانت كثيراً من العقوبات"، متابعاً "جبهات عدة فتحت على إيران، أهمها في سوريا، وهذا سوف يُعجل بسقوط هذا النظام الذي يتسبب في اضطرابات للمنطقة".

- الإمارات وعُمان

وحول موقف عُمان والإمارات بهذا الصدد قال عشقي: "لكل دولة خليجية سيادتها الكاملة، ومن حقها أن تتخذ الموقف الذي يلائمها".

في حين أكد الدكتور ظافر العجمي أن "موقف الإمارات وعمان متقارب من باقي دول الخليج"، مشيراً إلى "اجتماعهما على تغليب المصلحة العليا لمجلس التعاون الخليجي".

مذكراً أن "عُمان رغبت منذ البداية في أن تكون الباب الموارب لدول الخليج، وألّا تقطع علاقاتها بالدول الأخرى، في محاولة لعودة العلاقات بين الأطراف المتناحرة".

تبقى الأحداث المتصاعدة الوتيرة في المنطقة هي المحك الذي يكشف خلال الأيام القادمة ما يمكن أن تتخذه دول الخليج مجتمعة من مواقف إزاء إيران، فبعد أن ضبطت قوات التحالف سفينة صيد إيرانية تحاول تهريب السلاح للحوثيين، والتدخلات المكشوفة في الكويت والبحرين، وتداعيات حادثة منى، يرجح متابعون أن تتجه الأمور للتصعيد بين الطرفين.